طـريـقـة الــخـطـبـة و الـزواج عند سـكـان الـمنـطقـة :
إنّ الطريقة المتبعة لدى سكان المنطقة قديما و حديثا في مراحل الزواج هي :
الـتــصـــريـــــــــح : إذا رغب العريس في الزواج ، فإنه من الحياء و الحشمة أن لا يصرح بذلك لوالـديه مهما بلغ به الأمـر ، وقد يصـرّح بذلك لصديق أبيه ، أو لـصديقة أمه أو لأخته الكبرى أو لأخيه .
الـــتــــعــــــرف : بعد أن يعرف الوالدان ويقتنعان ، يتم التعرف على المرغوب فيها ، بارسال عجوز أو قريبة ، أو ذهاب الأم أو إحدى الأخوات ، لرؤية الفتاة ، و التعرّف على العائلة ، دون الإفـصاح عن الأمر ، وبعد التأكد من كل المعلومات ، وجمعها و الاقتناع بها تأتي مرحلة أخرى .
الــخــطـــبــــــه : و فيها يتم الإفصاح بالأمر ، ويتناقش الطرفان في الأمر ويتم الاتفاق على المهر و الشروط و كيفية المراسيم ، وتحديد الوقت لتقديم قفة الخطبة ، وعادة ما يكون محددا من طرف أهل الفتاة ، و غالبا ما يكون لـيلة الاثنـين أو الخـميس أو الجمـعة أو مصـادفة موسـم ديني ( تبركا و تيمنا ) ، وفيها يحمل أهل العريس قفة تحتوي مصروفاً ، علامة على التراضي ، ثم يُحدّد وقت آخر لعقد القران و يسمى ( العُقد ) .
الــعــــقــــــد : وقد يكون العقد هو يوم الزفاف معاً ، مساعدة للعريس ، أو لهما معاً ، ويحدّدُ فيه يوم الزفاف ، إن لم يكن يومها لاحقاً بمدة كافية لاستعداد العريسين مادياً ، ويومها يحمل أهل العريس تكاليف المهر والزفاف و ما سيُعدّ للمدعوين في بيت العروس ،وقد يكون مصروفا عبارة عن كبش ، وسميد ولواحقه .. ، وقد يكون مبلغا مالياً ، يغطي ذلك كله ، وإذا لم يكن يوم العقد هو يوم الزفاف فإن يوم الزفاف يحدد ليلتها .
يـــــــــــوم الـــــــــزفــاف : و فيه يتم إعلام أهل الفتاه بوقت كاف لاستعدادهم ، وتدفع لهم الدراهم المتّفق عليها ليلة العقد ، قبل الزفاف طبعاً ليهيئوا أنفسهم لليوم الموعود .
ويوم الزفاف يحضر أهل العريس وأقرباؤه ، وقريباته ،لأخذ العروس التي يرافقها أهلها طبعاً ، إلا أبيها وأبِ العريس فإنهما يغيبان عن الوفد ويحضران الوليمة عادة وقد يحضران وقد لا يحضران .
وقد كانت تنقل قديماً على جمل فحل يوضع فوقه باصور أو هودج ، وهما تسمية واحدة ، ويكون على شكل قبة صغيرة مصنوعة من أعواد لينة مقوسة ملتصقة ببعضها البعض في أعلاها مغطاة بلحاف توضع داخلها العروس لتزف إلى بيت زوجها ، يرافقها وفد ، وبقيت هذه العادة عند الميسورين من البدو فقط ، و في الحضر تُنقل اليوم في سيارة رفقة أمها وأم العريس ، ورفيقات وقد يكُنّ متطفلات فقط لإيصال العروس لبيت زوجها ، في موكب ذي خط طويل من السيارات ، التي تطلق أبواقها للإعلام و تعبيراً عن الفرح وعند وصولها إلى بيت زوجها عادة ما تأمرها المرافقات بتقديم رجلها اليمنى تبرُّكاً ووقاية لها من الشرور لاحقاً .
و ليلة الزفاف تذبح الذبائح ، ويدعى للعشاء الضيوف ، ويُقدّم لهم الطعام و اللحم ( الكسكس باللحم ) في قصعات عشرات عشرات ، و بعد الانتهاء يتناولون الشاي ثم ينصرفون ، وقد يجمعون للعريس ما يسمى التبوريك - قبل الانصراف - إن كانوا ممّن تعودوا على ذلك ، وهو ضرب من التويزة المذكور سابقاً ومن التعاون.
دخول الـعروس عـلـى الـعريـس أو دخــول الـعريـس علـى الـعـروس :
وقتها يكون العريس خارج البيت ، أو داخل غرفته محتشماً متخفياً عن أبيه وأمه أو ممن يستحي منهم ، فتؤخذ العروس رفقة – عادة – أخته الكبرى أو زوجة أخيه أو قريبة للعريس لتدخل عليه مرتدية برقعاً يغطي وجهها ، فتجلس ويكشف هو وجهها ، ويقدّم لها مبلغاً يسمى حق التعارف ، وقد يحدث العكس ،
في الليلة الثانية صباحا يأتي أهل العروس حاملين الفطور لأهل العريس و للعريسين ، تعبيراً عن التآلف و التصادق و التحابب ، ومن هنا تبدأ علاقة الأسرتين ببعض .