بسم الله الرحمان الرحيم
احييكم بتحية الاسلام..السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اخوة الايمان ، هل نحب فعلاً رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وهل هو أسوتنا
وقدوتنا؟ ما صدق محبتنا له؟ وهل مجتمعنا صادق في هذه المحبة؟????
إننا نؤمن به ونشهد أنه رسول الله ونؤمن بما جاء به من عند ربه عز وجل, لكن أضعنا
كثيراً من أوامره وأعرضنا عن تحكيم شريعته وهجرنا شمائله وأخلاقه, وشباب الأمة
ونساؤها تركوا هديه واتباعه وتقليده إلى تقليد واتباع الكفار أعداء الله وأعداء رسله
صلى الله عليهم وسلم، فالفلاح لمن آمن به واتبعه قال تعالى: فَالَّذِينَ ءامَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ
وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِى أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الأعراف:157].
فينبغي علينا الاعتراف بتقصيرنا في حسن اتباع رسولنا صلى الله عليه وسلم، ومن ثم
نصلح هذا الخطأ, وإن كذبنا على أنفسنا فمظاهر الحرام الكثيرة والفساد المنتشرة في
كل مكان شاهدة على ذلك، من ارتكاب الكبائر وغشيان المحرمات, وشيوع المعاصي
والفواحش والمنكرات، وتضييع الواجبات وانتشار الدعارة والزنا والربا, والغش والرشوة
والظلم والبغيوقطيعة الرحم, والتخلي عن الآداب ونزع الحجاب، ولبس الألبسة الفاتنة
حيث تظهر المفاتن وتحجم العورات وتشتعل بذلك نار الغرائز وتوقد الشهوات, أضف إلى
ذلك ضعف الرابطة الأخوية الإيمانية من الوحدة والمودة وهضم الحقوق الشرعية التي
جاءت بها الشريعة الإسلامية كحقوق الوالدين وحقوق الأقارب وحقوق الإخوان وحقوق
الجيران قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ الرعد:11
أحبتي,اعلموا أن سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه
وسلمواتباعه والاقتداء به قال تعالى: يَـٰأَيُّهَا النَّبِىُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
الأنفال:64 أي ان الله وحده كافيك وكافي أتباعك، فلا تحتاجون معه إلى أحد
فلنجتهد في اتباعه ومعرفة سنته، فذلك هو الدليل على صدق محبة الرسول صلى الله
عليه وسلم وتعظيمه , في حين نجد أنفسنا أننا تركنا ما أمرنا به وتعدينا وفرطنا فيما
نهانا عنه, فهذا وهم وخداع. بل أمرنا الله سبحانه بطاعته وطاعة رسوله قال تعالى:
وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَـٰغُ
الْمُبِينُ المائدة:92وأمرنا سبحانه بفعل ما أمرنا به وترك ما نهانا عنه قال تعالى: وَمَا
ءاتَـٰكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَـٰكُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ الحشر:7.
فلنراجع أنفسنا، ولنحدد قربنا أو بعدنا عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب
على كل من نصح نفسه وأحب نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه وسيرته صلى الله
عليه وسلم , ويعمل على نهج سلفه وأصحابه ويدخل في عداد أتباعه وأنصاره..