عوامل النصر في سورة الأنفال

عوامل النصر في سورة الأنفال
سورة الأنفال ذات وحدة موضوعية تكاد تعالج موضوعا واحدا وهو غزوة بدر وما نتج عنها يوم الفرقان يوم التقى الجمعان.ولان البحث في عوامل النصر جد مهم فقد تأملت هذه السورة ووجدتها تحتوي عددا كافيا من عوامل النصر لمن أراد المضي في هذا النهج .نهج الله القويم
وسنوردها هنا مختصرة حسب ترتيب السورة
نتقول عوامل النصر من كتاب الله لأنه ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.اجتهادات البشر قد يتطرق إليها الخطأ أما كتاب الله فلا .
وهذه عوامل النصر مختصرة :
1إيثار الله والرسول(يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول)
2.التقوى وهي الأساس المتين والركن الركين (فاتقوا الله )
3.إصلاح ذات البين (وأصلحوا ذات بينكم )الكثير من الناس يقول في نفسه ما دخل إصلاح ذات البين بعوامل النصر، والحق أن الجنود في الحرب حين تكون قلوبهم متصافية متوافقة لا إحن ولا محن ولا خصومات يكون التعاون بينهم مثمرا.كقصة الثلاثة الذين استشهدوا وقد آثر بعضهم بعضا بالماء، والقلوب متى كان بينها ضغائن فهي تتربص بالخصم لتنتقم منه
4.طاعة الله والرسول .وهذا الأمر نجده مكررا في السورة وهو يدل دلالة واضحة أن الخير كل الخير في طاعة
أوامر الله ورسوله والشر كل الشر في مخالفتهما
5.خوف الله (الذين إذاذكر الله وجلت قلوبهم ) القلوب المتعلقة بالله جل جلاله تؤثر ما عند الله ورسوله وتتلهف علي الشهادة ولا تبالي بكثرة العدة والعتاد.وهاهي المقاومة في لبنان والعراق وفلسطين وأفغانستان تضرب أروع الأمثلة.
6-حسن التوكل علي الله (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وعلي ربهم يتوكلون) وفي السورة نجد (وعلي ربهم يتوكلون )
7 –الخشوع في الصلاة .وهو طريق قوي وعامل مؤثر في تهذيب النفس ومتى كانت النفوس مهذبة فقد حددت غايتها فهي تمضي إليها بكل اطمئنان.
8.الصدقة والنفقة التي تؤخذ من الأغنياء وترد علي الفقراء لتحقيق المساواة وإزالة الفوارق الاجتماعية.الفوارق الاجتماعية تورث الضغائن والجرائم وتجعل المجتمع يعيش حالة من الهلع والخوف لأن التوازن الاجتماعي مفقود.وما كثرت السرقة وتفشت اللصوصية إلا انطلاقا من هذا السبب
9.سنة إحقاق الحق وإبطال الباطل (ليحق الحق ويبطل الباطل ولوكره المجرمون) وقوله تعالى ('لولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل علي العالمين)
من ينادي بالسلام العالمي واهم لأن سنة التدافع وعدم تعايش الحق مع الباطل أمر معلوم.الناس لهم أهداف مختلفة ويسعون بكل طريق لتحقيقها
لو تحقق السلام العالمي كما يقولون فهي علي حساب فئة
وما يشهد به الواقع وهو أكبر دليل أن اهل الباطل هم الذين يقودون السفينة فعن أي سلام عالمي يمكن الحديث.
10.وجوب الاستغاثة بالله والإلحاح في الدعاء كما فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم في مختلف المعارك(إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين) وقصة ذالك الرجل الصالح الذي قال فيه أحد القادة العسكريين (والله لأصبع فلان خير من ألف شاب طرير )
11.اليقين أن النصر من عند الله بأسباب مختلفة كا لنعاس لبعث الطمأنينة ونزول المطر لتثبيت الأقدام وإرسال الملائكة لتثبيت أفئدة المؤمنين وإرسال الريح كيوم الأحزاب
وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)
12.استغلال ساعة الحسم والضرب بكل قوة 5فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان)
13.عدم التولي يوم الزحف وهي كبيرة من الكبائر ومسألة جد مهمة في تحقيق النصر
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
الحروب التي وقعت بين العرب وإسرائيل كانت تعتمد فيها الشائعات وما سمته أمريكا عشية غزو العراق ب (الرعب والصدقة )يعتمد علي الضربة الاستباقية القوية والحرب الإعلامية التي تجعل الجيوش الضعيفة تفر من المعركة أو ينتشر بين جنودها الوهن والعياذ بالله
14.الاعتقاد بأننا منصورون من عند الله .كما كان يعتقد سيدنا خالد رضي الله عنه أنه سيف من سيوف الله5وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )
الفرق شاسع بين من يقاتل في سبيل الله من أجل إعلاء كلمة الله وبين من يبحث عن مجد شخصي محدود
15.تنفيذ أوامر القيادة بدقة (ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )
17.الاستجابة لله والرسول فيه حياة الأمة ومتى كان الأمر كذالك فلا بد من العناية به (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه إليه تحشرون)
18.الحذر من الفتن (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )والفتن غالبا تأتي من العملاء والمنافقين والمتخاذلين.ولم ينتصر الخصوم في بعض الحالات إلا بوجود هؤلاء .لذالك حين نسمع ان القيادات تستعمل أقسي العقاب مع هذا النوع من الناس فهي أحكام خاصة لظروف خاصة كما يقول فقهاؤنا الكرام
19.عدم خيانة الأمانات(يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وانتم تعلمون ) والأمانات مختلفة فهناك أمانة المسؤولية وامانة الدين وامانة الأهل وأمانة وحدة الامة وهلم جرا
20.تغليب المصلحة العامة علي المصالح الشخصية (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم ) الجندي الذي يفكر في أمواله وأبنائه وزوجته أكثر مما يفكر في مصلحة الأمة هو جندي فاشل
21. حسن العلاقة مع الله تورث الحكمة والحذر من مكر الماكرين لذالك كان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (نستعين بالله عليهم ) والله جل وعلا يقول (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )
22. إحياء سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم والإكثار من الاستغفار (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )قال عبد الله ابن عباس رضي الله عنه كان في الأمة امانان . رسول الله والاستغفار فمات رسول الله وبقي الاستغفار
ويقول كثير من الدعاة في قوله تعالي (واعلموا أن فيكم رسول الله ) أن رسول الله لا زال بيننا بسنته فإحياء سنته وفق ضوابط شرعية لا تتناقض مع المحكمات أحد عوامل النصر والاستغفار أمره عظيم
23.إحياء سنة الجهاد (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) ولأن الجهاد صار كلمة مبتذلة .فالمقصود به الجهاد وفق ضوابط الشرع كما بين ذالك العلامة الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله
24.الرؤية الواضحة (ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيي عن بينة ) الكثير من الجيوش ليست لها رؤية واضحة حتى ان الجنود في الحرب العالمية الثانية كانوا لا يعرفون غايات تلك الحرب الطاحنة كما بين ذالك كثير من الأدباء
الجندي المسلم له رؤية واضحة تبدأ من كذاو تنهي عند كذا
25.الثبات عند اللقاء وإحياء روح التفاؤل.كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة بداية المعركة يقول (قوموا إلى جنة عرضها السماوات والارض )
وكان القادة يحثون الجند علي الشهادة (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون )
26.الذكر الكثير له مفعول خاص.لا بد من وجود ربانيين داخل الجيش المسلم يكثرون من الذكر وقيام الله فبوجودهم يضع الله البركة ويحقق النصر
27.عدم التنازع والحرص علي الوحدة وتحقيق الوئام (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )
28.وجوب الصبر.وهو امرمعلوم ويحتاج إلى تربية طويلة.
29.عدم العجب والغرورواحتقار الخصم كما فعلت قريش يوم غزوة بدر (ولا تكونوا كالذين خرجوامن ديارهم بطراورئاء الناس ...........الآية )
30.لا بدمن معرفة الخصم وجمع معلومات عنه.لذالك حكي الله هنا كيف زين لهم الشيطان (وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم الآية
31
عدم المبالاة بالمنافقين وإخوانهم من التغريبيين والعلمانيين وأذيال الغرب عموما(إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم ومن يتوكل علي الله فإن الله عزيز حكيم )
32.الاتعاظ بالتاريخ (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب )
33.عدم نقض العهود والمواثيق (الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون )
34.إعداد العدة والعتاد (وأعدوا لهم ما استطعتم من قومة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم )
تحقيق السلام متى سمحت الفرصة بذالك ولكن سلام الأقوياء وليس سلام المستسلمين.السلام له شروط وضوابط
ومن العبث هذه السلام المزعوم بين المتخاذلين والصهاينة.فهو استسلام وليس بسلام (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله
وكما بين الشيخ القرضاوي حفظه الله في فتاويه ان الشيخ ابن باز رحمه الله اعتمد علي هذه الآية من اجل تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وغاب عنه تصور الواقع فبين له الشيخ القرضاوي ذالك وكانت بينهم مراسلات مثبتة في المجلد الثالث من فتاوى الشيخ القرضاوي
35.الاعتماد علي القلة المتميزة وليس الكثرة غير المتميزة (يا أيها النبيء حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين)
36التحريض علي الجهاد وبيان فضائله ومنزلة الشهداء عند الله حتي أن الشيخ خالد أبو شادي حفظه الله في كتابه (الفجر الصادق )في خماسية الأمل يضع حب الشهادة من بين عوامل استرجاع مجد الامة
37.تصحيح الغاية من الجهاد وهو ليس جمع الأموال والشهرة والمجد (تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم )
38.تحقيق الولاء والبراء كما نري في بقية الآيات التي تتحدث عن المهاجرين والأنصار في أواخر سورة الأنفال

مشكوور اخي

السلام عليكم

شكرااا لمرورك