رحلة للسّعادة - اللون الأبيض : حلقة الدّعاء
بداية أحب أن أسأل: هل هناك أحد ليس عنده مشاكل؟! أو هناك أحد ليس عنده آمال يسعى لتحقيقها؟! هل هناك أحد يستطيع أن يستغني عن ربه جل وعلا؟!، هل هناك لم يرتكب ذنبا ولا يخاف أن يؤاخذه الله عز وجل على هذا الذنب؟ هل هناك أحد يستطيع أن يستغني عن رحمة ربه سبحانه وتعالى؟! هل هناك أحد يستطيع أن يستغني عن هداية وتوفيق الله تعالى؟!
ولا شك أنه أشرف للمسلم الموحد بأن يرفع يديه إلى ربه عز وجل وأن يلح عليه ويسأله.. فهذا أفضل من أن يدعو غير الله أو يسأل غير الله تعالى: ولا فـ إلى من يلجأ المسلم إذا لم يلجأ إلى الله تعالى خالقه ورازقه ومحييه ومميتة.. سبحانه وتعالى؟!
هل سيذهب إلى الناس الضعفاء الفقراء؟! ليس من المعقول أن يتعلق غريق بغريق مثله! وليس معقولا أن يلجأ فقير إلى فقير، أو ضعيف إلى ضعيف مثله!! وقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول: من لم يسأل الله يغضب عليه )) رواه الترمذي 3373.
وصدق الشاعر الحكيم الذي قال:
لا تسألن بني آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تحجب
فالله يغضب إن تركن سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب
نعم.. الله يغضب إذا لم يسأله العبد، والعبد يغضب إذا سأله العبد!! والخلق كلهم فقراء إلى الله الغني مالك الملك الذي يقول في كتابه الكريم
( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد)) فاطر 15
ويقول سبحانه:{ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير} آل عمران 26، فإذا كان الله هو مالك الملك وهو الذي يعطي ملكه من يشاء من عباده وينزعه عمن يشاء..ويعز من يشاء ويذل من يشاء.. فهل يصح لعبد أن يسأل غير الله تعالى؟!.
وهناك سؤال قد يجول بخاطر البعض: كم أنفق الله تعالى على خلقه منذ أن خلق آدم حتى الآن؟! كم من الأمطار وكم من الزروع وكم من الثمار؟! كم من الحيوانات؟ كم من الطعام؟ كم؟ كم؟.. إن لحم أكتافنا كما يقولون ليس من خير آبائنا وأمهاتنا، إنما من خير وعطاء وفضل الله تعالى!! فهو وحده المعطي وهو وحده المانع!!
ومن أسماء الله تعالى الكريم فهو يعطي من غير أن يسأل!! فكيف إذا سئل؟!.
وقد روي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: أبعيد ربنا فنناديه أم قريب فنناجيه؟! فنزل الجواب من فوق سبع سموات من قبل الخالق جل وعلا:{ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} البقرة 186. لا اله الا الله.. ان الله تعالى لم يترك نبيه صلى الله عليه وسلم يجيب على أصحابه ولو تركه لأجاب وأحسن الاجابة.. ولكنه سبحانه تولى الإجابة بذاته العلية من فوق سمواته السبع .. وقال سبحانه: (عبادي) وفي الكلمة تعطف وتكرم من الله الكريم، حيث نسب العباد اليه حتى لو كانوا عصاة أو مذنبين. ثم قال:{ فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}.. فلم يقل دعوة المؤمن أو المحسن بل الداعي، وفي هذا فتح لأبواب عطائه وكرمه تعالى.
ولو تأملنا السياق القرآني نجد أن الله تعالى أمر نبيه بقوله: قل أو فقل، وذلك عندما يسأله قومه عن شيء ما فيقول سبحانه:{ يسألونك عن الأهلة قل} البقرة 189، {يسألونك عن الشهر الحرام} البقرة 217، {يسألونك عن الأنفال} الأنفال1، أما عندما كان السؤال عن قرب الله أو بعده فكانت الإجابة بغير (قل)، لأن الصلة مباشرة بين الله وعبده، فكانت الإجابة أيضا مباشرة بلا واسطة!!
ويقول سبحانه:{ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} غافر 60. إذا كان الله تعالى يأمرنا بالدعاء ويعدنا بالاستجابة.. فلماذا لا ندعوه سبحانه؟! ولماذا نعرض عنه؟!
هل نستطيع أن نستغني عنه سبحانه { ادعوا ربكم تضرّعا وخفية} الأعراف 55، أي ذلا ومسكنة.. وهذا ربنا عز وجل يتحدث عن سيدنا زكريا فيقول عنه:{ إذ نادى ربه نداء خفيا} مريم 3.. والإخفاء فيه إخلاص أكبر وأدب مع الله وصفاء نفسي وحضور قلب وبكاء عين، وكل هذا أدعى للقبول بإذن الله
بعد كل هذا.. هل ندعو الله أم لا؟!
( هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء )) آل عمران 38.. الإنسان عندما يشاهد مشهد مؤثر لعظمة الله .. يزيد يقينة ويقوى أمله في الله ..أنا كمان ممكن .. (( هنالك دعا زكريا ربه )) لماذا هنالك ؟؟ ولم يقل بعدها دعا زكريا ربه ؟ أو اى كلمه أخرى ؟؟ لان هنالك تفيد البعد اى بعد الأمنية على زكريا ولكن تأمل وانظر إلى الآية السابقة كيف نبّهته إلى الدعاء عند مشاهدة خوارق العادة مع قول مريم (هو من عند الله) فلذلك عمد إلى الله بطلب الولد في غير أوانه مع ما يتناسب مع عطاء الله تعالى لمريم في غير أوانه.
اليوم أريد أحرك فيكم كلمة هنالك .. في هذة الحلقة .. الدعاء مستجاب (( ولم أك بدعائك ربى شقيا )) عمري ماشقيت مع دعائي لك .. الدعاء كله مستجاب
و هناك أحاديث كثيرة في فضل الدعاء وآدابه..
يقول صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة رواه أبو داود 1479 والترمذي 2969. وقد يسأل سائل: وأين الصلاة والصوم والزكاة؟ والإجابة أن كلمة عبادة مشتقة من العبودية.. والعبودية معناها الذل والمسكنة لله تعالى.. فالعبد فقير مسكين إلى الله محتاج لمولاه في كل لحظة، وقد عبر عن ذلك أحد الشعراء بقوله:
أنا الفقير إلى رب البريات أنا المسكين في مجموع حالاتي
لا أستطيع لنفسي جلب منفعة ولا عن النفس لي دفع المضرات
والفقر لي وصف لازم أبدا كما الغنى ابدا وصف له ذاتي
ولما كان الدعاء والتضرع صورة من صور التذلل والخضوع والتعبد لله، صار الدعاء عبادة لله تعالى.
وفي قوله تعالى:{ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم، ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} غافر 60. نجد أن الله تعالى قال:{ يستكبرون عن عبادتي} لم يقل: عن دعائي، وبهذا صارت العبادة مرادفا للدعاء.
والذي لا يدعو ربه مستكبرا لأنه استنكف أن يرفع يديه إلى خالقه وبارئه ورازقه ومحييه ومميته ومطعمه وكاسيه.. سبحانه وتعالى.. وأنا أعجب أن يمر يوم أو يومان أو أكثر ولا يرفع العبد يديه لله!! ان الله جل وعلا هو الذي يفرّج الكربات.. وقد فرج كرب الأنبياء عندما دعوه ولجأوا إليه
والعبد عندما يسأل خالقه ورازقه تبارك وتعالى يشعر بنوع من الفرح والسعاة، لأنه سأل غنيا واسعا مجيبا كريما... وما أجمل أن يسأل العبد ربه جل وعلا قائلا: يا رب، أنا الفقير اليك، وأنا المحتاج اليك.. خذ بيدي يا الله.. اهدني.. أعنّي.. وفقني.. وسع رزقي.. ويدعو بما يشاء.. وما عند الله أكبر.. واياك أن تسأل أحدا غير الله تعالى، فان في ذلك خضوعا وذلا لغير الله.. والمسلم لا يخضع ولا يذل الا لربه سبحانه:
لا تخضعن لمخلوق على طمع فان ذلك نقص منك في الدين
لن يقدر العبد أن يعطيك خردلة إلا بإذن الذي سواك طينا
ولا تصاحب غنيا تستعز به وكن عفيفا وعظم حرمة الدين
واسترزق الله مما في خزائنه فان رزقك بين الكاف والنون!!
ويقول النبي صلى الله علية وسلم : ليس شيء أكرم من الدعاء رواه الترمذي الحديث 3370 و أحمد 2\362. والمسلم يسأل ربه من خيريّ الدنيا والآخرة معا.. وقد كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار رواه أبو داود 1892 و أحمد 3\411.
فالذي يلزم الدعاء لا يهلك بإذن الله.. وينبغي للمسلم أن يحسن ظنه بالله تعالى.. فالله عند ظن عبده به.. فثق أن الله تعالى كريم يجيب دعوة الداع ويفرج كربه ويستر عيبه ويغفر ذنبه وإلا فمن يفعل ذلك سواه؟!
ويقول صلى الله عليه وسلم: ان الله تعالى حييّ كريم، يستحي أن يرفع العبد يديه ثم يرده صفرا خائبا )) رواه أبو داود 1488 والترمذي 3556.. فكيف لا يستحي العبد من الرب، والرب يستحي من العبد؟!
كنت في المسجد النبوي من أسبوع قبل التصوير .. ماشى في الروضة في أحد أمكان التوسعة .. جاءني رجل سوري في الخمسين من عمرة حكي لي أمر مؤثر .. وقالي ممكن تيجى معايا مكان هو عارفه بالشعير .. من 20سنة كنت اعمل في المدينة . أعزب غربة متألم .ز خاطب من سنين ومش عارف اتجوز 200مشكلة . وجاء رمضان
كنت آتى إلى هذا المكان ادعى .. يارب لاينتهى شهر رمضان إلا وقد زوجتني وجمعتني بها وأبكى لغربتي .. يقسم لم ينتهي الشهر وإلا قد حلت كل مشاكلي .. من يومها .. لا ادعى له قدسية معينة ولا هدفي الروضة ولكن أريد أن ترى معى عظمة الدعاء وكرم الله تعالى .. عين لى المكان بالمتر .. هنا استجاب الله دعائي .. كلما تعبت من مشكلة انظر لهذا المكان وأقول قد أستجاب لي من قبل ... وهذا المكان دليل .
أنت كمان كل ماتتعب الجأ الى الله اذهب للدعاء .... مثلاً الشباب بطالة ولا عقود عمل ولا زواج ولا سكن .. وحرام ليس في يده شئ يعمله حتى نقول هو مقصر .. بس تعالوا نوجه للدعاء
سيدنا موسى بلا اى شئ .. بدعاء (( رَبّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْت إِلَيَّ مِنْ خَيْر فَقِير } .القصص أية 24.. زواج وعقد عمل 10سنين ( وظيفة وسكن وزواج ومرتب ) بدعاء مخلص في ساعة .
أحد اصدقائى اسمه م/ أسامة وزوجته مدام لبنى .. كانت مريضه والاطباء قالوا لو عاشت 6أشهر تحضروا فوراً .. يقول م/ أسامة كنت فى العمرة و ظللت اصرخ كالأطفال وأنا أطوف (( يامن يجيب المضطر اذا دعاه )) مراتى يارب .. كنت اصرخ من داخلي .. يارب صرخة للداخل .. واستجاب الله له .... يا مهمومين .. يامرضى ... عليكم بالدعاء .. فـ إن الدعاء كله خير .
الدعاء عبادة الأنبياء ...
اسمع معى لهذه النماذج من أدعية الأنبياء وكيف استجاب الله تعالى لهم.
1- سيدنا نوح علية السلام :- لقد عادى قوم نوح سيدنا نوح عليه السلام.. وسخروا منه.. وأعرضوا عن دعوته، فلم يجد أحدا يلجأ إليه إلا الله تعالى..{ فدعا ربه أني مغلوب فانتصر}.. يدعو ربه بأنه غلب هو والقلة المؤمنة من الكثرة الكافرة. فماذا كانت الإجابة؟! اقرأ قوله تعالى:{ ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر* وفجّرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر} القمر 11-12. من أعلى ومن أسفل أتت المياه فالتقى ماء السماء بماء العيون التي فجرها الله تعالى.. وغرق الكافرون ونجا نوح ومن معه من المؤمنين { وما آمن معه الا قليل { هود 40.
2- سيدنا زكريا عليه السلام: حرم سيدنا زكريا عليه السلام الولد، وكانت امرأته عاقرا لا تلد.. وعندما كبر سنه ووهن عظمه وشاب رأسه، حزن ألا يكون له ولد يرث النبوة والرسالة والدعوة الى الله وهداية الناس فدعا ربه تعالى:{ رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين} الأنبياء 89.. فماذا كانت الإجابة؟! قال تعالى:{ فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه} الأنبياء 90.
3- سيدنا سليمان عليه السلام: أتى الله آل داود عليه السلام ملكا عظيما.. وكان سليمان عليه السلام ملكا نبيا أعطاه الله ملكا عظيما وجاها عريضا وسخر له الجن والرياح وغيرهما مما خلق الله تعالى.. وحدث لسليمان عليه السلام نوع من الابتلاء فدعا ربه تعالى:{ رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي} ص 35. فاستجاب الله تعالى دعاءه ولم يؤت أحدا بعده، مثل ما أتاه الله من ملك عظيم وجاه عريض.. بل ان الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث الصحيح _ أمسك جني ذات مرة.. وقال:{ لولا دعوة أخي سليمان لربطته بسارية المسجد وجعلته عبرة يلعب به الصبيان.. رواه الامام أحمد 3\83.
4- دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام: نزل سيدنا إبراهيم عليه السلام في صحراء جرداء خالية لا زرع فيها ولا ضرع، وبها أسكن زوجته وذريته كما أمره الله تعالى، ودعا ربه سبحانه وتعالى:{ رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات} البقرة 126، فاستجاب الله تعالى دعاءه وجعل مكة وما حولها أرضا مباركة يأتيها رزقها من كل مكان.
5- سيدنا أيوب عليه السلام: ابتلى الله تعالى سيدنا أيوب عليه السلام في جسمه، حتى لم يبق إلا قلبه ولسانه يذكر بهما الله تعالى، ولما اشتد به البلاء، لم يجد أحد يدعوه سوى الله تعالى. وما منعه من التعجيل بالدعاء سوى الحياء من الله تعالى وقال سبحانه :{ وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضرّ وأنت أرحم الراحمين} الأنبياء 83، يقول سبحانه وتعالى موضحا سرعة استجابته لعبده ونبيه الكريم :{ فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضرّ..} الأنبياء 84.
6- سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: اليكم هذه القصة المباركة التي تبين استجابة الله تعالى لدعاء نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم.. وهي واحدة من عشرات الأحاديث الواردة في هذا المجال:
أم سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه كانت كافرة تأبى الإسلام وتسب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو هريرة رضي الله عنه: يا رسول الله. ادع الله أن يهدي أمي.. فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد أم أبي هريرة واشرح صدرها للإسلام فاستبشر أبو هريرة رضي الله عنه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم. ولنسمع هذا الصحابي الكريم يروي بقية القصة أو الواقعة.. يقول: وعدت الى أمي فدخلت عليها، فقالت: يا أبا هريرة، فقلت في نفسي: انها ستسبني فقلت: لبيك، فقالت: اشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله. فضحكت حتى بكيت، فعدت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا وأنا أبكي من الفرح وقلت: يا رسول الله: أبشر فقد أجيبت دعوتك، فقال صلى الله عليه وسلم: الحمد لله، ثم قال أبو هريرة رضي الله عنه: أدع الله أن يحببني أنا وأمي الى المؤمنين ويحبب المؤمنين الينا.
وانظر الى هذا الدعاء العظيم، انه لم يسأله أن يدعو الله بمال أو جاه.. الخ. إنما سأله أن يدعو الله أن يحبه المؤمنون وان يحب المؤمنين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم حبب عبدك هذا وأمه الى المؤمنين، يقول أبو هريرة رضي الله عنه: فلم يسمع بهذا أحد أو يراني الا أحبين. رواه مسلم 6346 والامام أحمد 2\320.
وانظر أخي الى شفقة هذا الصحابي على أمه وحرصه على هدايتها ودخولها الاسلام.. ولاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل أبا هريرة رضي الله عنه عن اسم امه حتى يدعو لها، كما يفعل البعض الآن.
7- سيدنا يونس : (( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين (*) فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين ( * )) الانبياء 87-88 ... لا ايميل – لافاكس – لاتليفون .. فى اى مكان يستجيب .. فى قاع البحر فى بطن الحوت .. فى ظلمة الليل .
8- إبراهيم : (( وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ )) [الشعراء:84] .. الاجابة ((وتركنا عليه في الآخرين ( * ) سلام على إبراهيم(( الصافات 108-109
ثم انظر حول الكعبة .. ملايين تتطلب .. يامن لايشغله سمع عن سمع ... الله يسمعك فتوجه له بالدعاء .
والله قابلت في حياتي حولى 20زوج وزوجة يقسمون لي أنهم رزقوا أولاد بعد 10و12سنة بالدعاء (( هنالك دعا زكريا ربه ))
بالله عليك كم مرة استجاب الله لك دعوات ثم نسيتها .. الاف الدعوات .. لكن المشكلة أنك تدعو .. يستجاب لك .. ينسيك الشيطان .. ان ده اثر دعاءك .. ليضيع عليك سعادة وفرحة استجابة الله لك .. وحتى لاتتعلق بسلاح الدعاء أكثر .
ولكن كيف اضمن ان الله يستجيب دعائي ؟؟ أربعة أشياء تضمن إجابة الدعاء:
1- اليقين في الإجابة:
هل تريد من المجيب أن يجيبك وأنت لا تصدق أنه يجيب؟، يقول النبي صلى الله عليه وسلم
ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة)، ويقول: (إن الله يحب إذا دعى أحدكم فلا يقل رب لو شئت ولكن ليعزم في المسألة).أي قل: يا رب أسألك وأقسم عليك أن تستجيب وتحقق لي كذا.
2- الخشوع: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يستجيب من قلب غافل له). وهو يجيب المضطر إذا دعاه.
يقول عبد الله بن عمر: أنا أعلم متى يستجاب دعائي. قيل له كيف؟، قال: إذا خشع القلب واهتزت الجوارح ودمعت العين. أقول هذه لحظة إجابة دعاء.
والإمام أحمد بن حنبل يقول: مثل المؤمن حين يستجاب دعاؤه كمثل رجل في بحر هائج تحطمت به سفينة فتعلق في خشبة يريد النجاة من الأمواج. يقول: يا رب. يا رب فهكذا مثل المؤمن حين يستجاب دعاؤه.
3- عدم الاستعجال: يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يستجاب الدعاء لأحدكم ما لم يستعجل. قيل له كيف يا رسول الله؟، يقول: دعوت ودعوت ودعوت فلم أر يستجاب لي فيترك الدعاء فلا يستجاب له).
مثل رجل بذر وأخذ يرويها لمدة أسبوع فلم تنبت، فتركها فماتت .. هناك نبات لا ينمو إلا خلال سنين .. وقد تتأخر الاستجابة لمصلحتك .. وقد تتأخر لأن زمانها لم يأت بعد .. وقد تتأخر لأن الله يريد أن يسمع صوتك.
(يا ملائكتي أدعاني عبدي. نعم يا رب. يا ملائكتي ألح علي عبدي. نعم يا رب. يا ملائكتي أخروا مسألة عبدي فإني أحب أن أسمع صوته). الدعاء من أحلى وأرق العبادات.
4- أكل الحلال: ذهب سعد بن أبي وقاص إلى النبي وقاله له: يا رسول الله ادع الله أن أكون مستجاب الدعوة. قال: يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة. فراح يركز على أكل الحلال، فكان لا ترد له دعوة.
والعلماء ينصحونك بأن تخرج قبل دعائك صدقة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر يرفع يديه إلى السماء يقول يا رب يا رب، ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي من حرام فأنى يستجاب له؟)
هكذا نضمن إن شاء الله استجابة الدعوة
قد يقول قائل بماذا أدعو .. أنا لا أجيد الدعاء المنظم كما يجيد الناس ... ادعى ربنا باللي في قلبك .. المهم من قلبك .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ : ( مَا تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ ؟ ) قَالَ : أَتَشَهَّدُ ، ثُمَّ أَسْأَلُ اللَّهَ الْجَنَّةَ ، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ النَّارِ ، أَمَا وَاللَّهِ مَا أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ ، وَلَا دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ – أي : ابن جبل - قَالَ : ( حَوْلَهَا نُدَنْدِن ) .رواه أبو داود ( 792 ) وابن ماجه ( 3847 )
و نظم دعاءك .. شوف أكتر 5 دعوات ... وكن في إلحاح على الله تعالى فيهم .
يقول سيدنا عمر رضي الله عنه( أنا لا احمل هم الاجابه ولكن احمل هم الدعاء فمت الهمت الدعاء فعرفت إن الاجابه معه).
ويقول احد الصالحين .. .انا اشد خشية ان احرم الدعاء من أن احرم الإجابة .
وصدق رسول الله صلى الله علية وسلم ( من فتح له باب الدعاء فتح له باب من أبواب الرحمة)