"فلتحيا بلادي" هكذا قلتـُها -قسمًا- بصوتٍ مرتفع، أخال كل من مرّ بجواري قد نعتني بالخبل أو الجنون
الطريف في الأمر أنني لم ولن أهتم لما قد يقوله من لم يفقدوا الصواب بعد أمام عراقيل وبيروقراطيات بلدنا الحبيب، ولن أقول بلداننا العربية حتى لا تُثار ثائرة من لم أطأ أراضيهم بعد، لكني أتكلم عن بلدي ويكفيني أني أذوق منها وغيري يذوق..
أريد أن أضع عقلي وفكري وفلسفتي -إن كانت لي فلسفة- وكل تساؤلات عاقلة منطقية منظمة مرتبة مصقولة بالوعي جانبًا، وأتحدث حديث البسطاء العفويين..
تـُرى لم تُعاملنا بلداننا كأننا لا شيء، ولم يتم التعاطي معنا كأننا عالة، ولم يتم التحاور معنا بالحوار العقيم؟
لم تُعاملننا بلداننا كأننا حمير لا نفقه (عذرا على المصطلح) أظن لو ملك أي امرأ عقلا في رأسه وقلبا في صدره لوعى كيفية محاورة الآخر، وكيفية معاملة الآخر، وكيفية التعاطي مع كل فرد حسب مستواه وشخصه، فهل طارت العقول من رؤوس مُسيِيري بلداننا، أم هل بُترت أفئدتهم، حتى أصبحوا لا يُفرقون بين متعلم وجاهل، بين واعٍ وغائب عن الوعي.
أن تُهان الألوف المؤلفة من المتعلمين الحاملي الشهادات، وأن لا تُقام لشخصياتهم وشهاداتهم قيمة، فيقفون طوابير في الطرقات خارجًا، وأن يُحاوروا حوار الحمير: (اصطفوا جيدًا، ابتعد أنت من هناك، قفي أنت في مكانك، رجاءً بلا فوضى....الخ)
أن يكون أساس الفوضى هو سوء التسيير، فيتحمله الشباب الراغبون في الحصول على مكانة في المجتمع بجهدهم الذي (ظنوه) مُجديًا!
أن تُضرب لهم مواعيد في استدعاءات (المفروض أنها قانونية ورسمية) ليجدوا أنفسهم مضطرين للحوار حوار طرشان، فيحفظوا درس: (ارجعوا غدًا أو بعد غد، وربما الذي يليه!..)
وربما لن يكون هنالك مستقبل أصلا !
أن نُساق بالفوضى ونُنعت نحن بالفوضى.. أن نُضرب بسياط اللامبالاة ونُنعت بالتراجع..
فإنه أمرٌ طال أمده، وصعب تحمله .
فهل هنالك حل ؟
وقسمًا أحب بلادي، وليس لي من دونها بديل.