بريدع المدير العام
عدد المساهمات : 1206
| موضوع: العلامة عبد القادر بن ابراهيم المسعدي النائلي 2011-04-29, 09:31 | |
| شهدت الفترة الممتدة ما بين 1900 إلى غاية 1956 الكثير من الأحداث، ميزها ميلاد وانبعاث الحركتين الوطنية والإصلاحية بالجزائر. رغم الظروف الصعبة التي كان يعيشها الشعب تحت سلطة (المستدمر) ومرور سبعون عاما على دخول الجيوش الفرنسية الغازية إإلى الجزائر.
وكان المسعدي كغيره من العلماء والمفكرين ورجال الإصلاح على علاقة مباشرة بتلك الأحداث ولم ينقطع عنها باعتباره احد ابرز المساهمين والمؤثرين فيها. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، إن عصر المسعدي كان له الأثر البالغ في تكوين شخصية باعتباره شاهدا على العصر. وهناك أحداث مباشرة مست حياته الخاصة كوقوفه ضد المستعمر والمكائد والدسائس التي كان يقوم بها أعوان فرنسا للإيقاع به والتزامه بالتعليم الحر وتأثره البالغ بقانون 8 مارس المشؤوم. والشيء المهم التحاقه بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين والتي أصبح عضوا عاملا في صفوفها وربط علاقات متينة مع شيوخها خاصة الشيخان عبد الحميد ابن باديس والبشير الإبراهيمي الذي كان يتبادل معه الزيارة والرسائل.
أما مسقط رأسه مدينة مسعد عاصمة أولاد نائل التي اختارها يوما الرومان لإقامة مركز عسكري متقدم في سنة 198 بقيادة قائد قلعة كاستليوم ديميدي. فلم تكن في ذلك الوقت بعيدة عما يقع من أحداث الشيئ الذي جعلها موضع رقابة دائمة من طرف الحكام العسكريين كمنطقة عسكرية تابعة للقيادة الحربية بغرداية باعتبارها شهدت أحداث، خاصة منذ زيارة الأمير عبد القادر إلى أولاد نائل ووصول الجنرال يوسف إلى مشارف مسعد في31 مارس 1845 حيث قام السكان بمعركة عين الكحلة بجبل بوكحيل ضد قوات الجنرال يوسف.
ثم ظهور مقاوم شرس وهو الإمام الثائر عبد الرحمن بن الطاهر المسعدي المعروف بالشيخ المرابط والذي دعي إلى مقاومة المستعمر كما انه عقد في تلك الفترة ملتقى حضرته شخصيات دينية وسياسية في1923 بمنطقة (بريش) بصحراء مسعد من اجل توحيد الصفوف وإعلان المقاومة في المغرب العربي حضره عدد من مشائخ ذلك العصر من كل الأقطار وممثلين عن تونس وليبيا والمغرب وقد سجل الشيخ بيوض الذي حضر اللقاء والذي دام ثلاث أيام، ذلك في كتاب عنونه (ثلاث ليالي في الصحراء). وقد قبضت فرنسا على عبد الرحمن بن الطاهر الذي عاد من ليبيا بعد دعمه للمقاومة هناك، أثناء إحدى المعارك رفقة 250 فارسا وأودعته سجن سركاجي حيث تمّ إعدامه في 14 جويلية 1931 المصادف لعيد فرنسا ودفن بمسعد. بالإضافة الى المقاومة التي قام بها اولاد سيدي سعد خاصة معركة عين الناقة بسبب قتل الأهالي لضابط فرنسي بمنطقة المجبارة يدعى النقيب "ويصال" في 12أكتوبر 1854. كما ان وضع مسعد الاقتصادي والاجتماعي ليس بأحسن حال مما كانت عليه الجزائر سياسيا. اذ شهدت المجاعة التي ضربتها سنة 1945 وعرفت بعام (التشيشة). بالإضافة إلى سياسة المستعمر في تفقير الشعب وتجهيله. إلا أننا نستطيع أن نقول انه على عكس الظروف الاجتماعية الصعبة والحالة السياسية والاقتصادية التي كانت تعيشها الجزائر ومناطق الجنوب آنذاك إلا أن البيئة الثقافية كانت مزدهرة بل وعرفت أزهى فتراتها. وانتشار الزوايا في كل ربوع الولاية.
فالمسعدي هو الإمام اللغوي الأديب الفقيه الشيخ عبد القادر بن ابراهيم بن الشيخ الطعبي السعداوي عرشا, المسعدي مولدا, النائلي, ولد سنة 1888 في دوار عرش أولاد طعبة في سفوح مسعد. في بيت متواضع من بيوت أولاد سعد بن سالم إحدى البطون النائلية المتمركزة في جنوب الجلفة.
عرف بالمسعدي نسبة لمسقط رأسه. ولد في أسرة كريمة عرفت بالتقوى والصلاح, حيث كان أبوه أحد أعيان عرش أولاد سعد بن سالم.
وقد حرصت والدته على تربيته وتنشئته على القيم والمبادئ الإسلامية, وكانت تخدمه بنفسها سواء صغيرا أو كبيرا. وأدخله والده الكتاب وحفظ القرآن في سن مبكرة (سبع سنوات). وكان عصامي يجتهد لتعليم نفسه فبدأ يطالع ما وجده من الكتب, حيث قرأ القطر, ولامية الأفعال لابن مالك, والقاموس المحيط, والسيرة النبوية لابن هشام والعقد الفريد والكثير من المؤلفات الأخرى. اكسبته علما غزيرا وكان يحضر ندوات العلم وحلقات الدرس التي كانت تقام عبر المساجد, ويستمع ويسجل ثم التحق بمقاعد الدراسة ليتحصل على الشهادة الابتدائية, الا اننا لا نعرف من شيوخ المسعدي الا اثنين اولهم الشيخ الطاهر بن العبيدي الذي درس عليه بتقرت النحو والفقة والتوحيد وبقي عنده طيلة ستة اشهر. ورغم ذلك لم يأثر فيه شيخه بسلوكه الصوفي وختم الالفية في حضرته بقراتهم عليه في صفر 1328 وعمره انذاك 24 سنة.
اما معلمه الثاني فهو الشيخ محمد بن على حساني (1868– 1910) الذي درس عليه اللغة الفرنسية والتي أجادها باتقان,, ليصبح نابغة عصره في اللغة والفقه والحديث. حيث قرا شكسبير وترجم فيكتور هيغو.
وقد ساهم في تعكير صفو حياته الضربات الموجعة التي كان يتلقاها خاصة في وفاة رفيقيه والده واخيه حيث كان شديد الالتصاق بعائلته وكان والده ابراهيم واخوه محمد من اشد المقربين اليه وقد تاثر كثيرا لوفاتها- توفي والده ابراهيم بن الشيخ شهر اوت 1940 وكانت المدة التي تفصل بينه وبين محمد شهرين ونصف- عوقب بالسجن في حكم الكومندان شومر، كما بالنفي الى مدينة الجلفة من طرف الكولونيل مسوتي وحكام رباط مسعد مثل السيدين بوكس والفسيان جرمة.
وفرضت عليه الاقامة الجبرية بمنطقة (المعلبة) بعض الوقت وذكر ذلك في رسالته الى صديقه بن عياش بن الطيب يذكر فيها انه أقام بالمعلبة وقد سئم البقاء فيها..
كان واسع الخيال ولم يكن مثل معاصريه الذين كانت ثقافتهم تقليدية ترتكز على الثقافة الدينية واللغوية. عرف (.. باتجاهه السلفي الإصلاحي، أوى إلى شبه عزلة صوفيه.. من أغزر الكتاب كتابة وأطولهم نفسا.. اشتهر بحفظه الجيد وغزارة علمه. له قلم فياض وأسلوب يجمع بين النقد والفكاهة..)
وقد نبغ المسعدي في كثير من العلوم حيث كان يعتمد عليه في الفقه وكانت فتاواه مصدرا للتشريع آنذاك. كان يعلم بالجامع الكبير بمسعد. كما درس بالجلفة، ويدرس لطلبته كتب الصلاة والفرائض من سيدي خليل ومن بين اشهر تلاميذه الامام الشيخ محمد بن عبد الرحمن الرايس، والشيخ بن عياش والقاضي عرابي عطا الله هذا الاخير الذي كان يكيد له الدسائس وعين من عيون الاستعمار حيث كان سببا في قضاءه 23 يوما في السجن بعد وشاية من القاضي وزاره في سجنه المحامي. لاقايارد من البليدة الذي كلفه اخوه بقضيته.
وقد عرض المسعدي شكواه ضد القاضي الى حاكم رباط مسعد في رسالة مشهورة كتبها في 10 جوان 1939. وعرف عنه وقوفه ضد المستعمر الفرنسي الذي كان يرصد تحركاته ويكيد له الى جانب محنة السجن والاعتقال، النفي والمتابعة وكانت الادارة الفرنسية ترصد تحركاته اولا بأول في تقارير مكتوبة مسجل عليها (هذا الرجل خطرا على الأمن العام وعلى فرنسا).
وكان المسعدي ناقما على الوضع وعلى اهله وذكر ذلك في احدى رسائله للديسي حيث يقول (..ولاحي الله هذا الزمان ولا بياه، زمان سادت أراذله، وشاطت أباطله، عفت فيه القوافي ولم يبقى منها سوى الرسوم العوافي –ثم يضيف– على اني بين اظهر بني نائل، ولم استظهر من نائل، وبين بني سعد ولم يسعدني سعد..) وهو ماجعل الديسي يتجاوب معه ويرد عليه في احدى رسائله، حيث وصفه بقوله: (بدر بني سعد وان لم ينصفوه قبل وبعد، اذ لو انصفوه لتوجوه بل وزوجوه، من تحسد عليه مسعد، وان كان اهلها بعلمه لم تسعد...) الى اخر الرسالة.
وقد عبر المسعدي عن ذلك في احدى قصائده:
اصبحت في مسعد وليس يسعدني دهــر بلا صـحـب ولا ديـــن
كـانني جـئت اغـتـال العـقـول او اعلـمـهم طيش السـراحي
او كأنني مصحف في بيت طاغيــه هلباجة من أهيل ذمة الديـــن
ورغم انه كان منكبا على القراءة والكتابة والتعليم الى انه كان يرحل من حين لاخر لزيارة شيوخه او حضور اجتماعات خاصة رحلته الى زاوية الهامل لالقاء دروس وزيارة صديقه الديسي المدرس بالزاوية.والالتقاء بالاعلام والشيوخ الذين كانوا يزورون الزاوية بانتظام،وللمسعدي قصيدة قالها حينما وافى ختم ملحمة الحريري للسيد الخليل نجل المصطفى القاسمي بعد ان سئل ان يقول في ذلك شيءمن شعره وكان بصحبة ولده محمد، فقال:
محمد بشرني بعز واقبـال اذا ماحللنا فيث عريسة رئبال
اذا مانزلنـا بين ليث واشبـل بهم تدفع الاوا وابلغ امالي
هم العروة الوثقى هموا كعبة الندى هموا قبلة الرجى هموا صفوة الاءال
وكان بالمناسبة يلتقي بشيخه الطاهر العبيدي ففي إحدى وثائقه نجد بأنه أجاز صديقه الروحي ابن عياش بن الطيب بالحديث المرفوع الى السند حيث يذكر (كتبت وانا اضعف خلق الله البر الرحيم عبد القادر بن ابراهيم لطف الله بي في الدارين امين حدثنا الشيخ الطاهر بن العبيدي بالهامل حدثني الشيخ المكي بن عزوز بسنده المتصل الى سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يامعاذ اني احبك فقل دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وقال الشيخ بسنده وانا احبك الخ وانا اقول لك ياعبد القادر اني احبك الخ وانا اقول لاخي الروحي يابن عياش بن الطيب اني احبك فقل دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وقد اجزته به واجزت له روايته عني لمن يحقق بذلك حسبما اجازني الشيخ رضي الله عنه فليشدد يده بهذا الكنز الذي تنقطع دونه امال الرجال من سند صحبة سيد اهل الكمال والحمد لله على كل حال ذالك فضل الله يؤته من يشاء والله ذو الفضل العظيم) وهذا يدل على ان المسعدي سمع عن العبيدي في الهامل.
كما كان كثير التردد على مدينة آفلو لزيارة صديقه البشير الإبراهيمي في منفاه. أما العاصمة فكانت زيارته لحضور اجتماعات جمعية العلماء المسلمين لقاء صديقة الإبراهيمي في بيته.
عين مفتي الجلفة سنة 1928. ووجدنا رسائل عديدة تأتي إلى الشيخ من مختلف الأقطار وحتى من عند العبيدي والديسي يسألونه في بعض المسائل. ومن اشهر فتاويه ما شكل على علماء ميزاب من ميراث المخنث وهي الفتوى التي بلغ بها صيته المرابع المجاورة خاصة الإخوة المزابيين وكان سؤال عن فتوى من بن الحاج بكير بن يحي "مزابي في القرارة"
كما عرف عنه كاتبا في صحف جمعية العلماء إذ لما تأسست جمعية العلماء أصدرت قرارا لها في 1933 يقتضي بتخصيص جزء من الشهاب تنشر فيه خطبها ومحاضراتها وفتاويها وجميع منشوراتها العلمية ثم أنشئت الجمعية فيما بعد جرائد وفي سنة 1935 صدرت البصائر. فنشر فيها عدد من المقالات والآراء وقد حدثني الباحث والمحقق (ضيف) انه اطلع في جريدة على رسائل تحمل عنوان كتبها المسعدي وللاسف الشديد لم اطلع عليها.
وعرف بأنه مترجما لإتقانه اللغتين العربية والفرنسية اذ عرف عنه انه اول من ادخل أدب شكسبير وفيكتور هيغو إلى نواحي الجلفة وخاصة منطقة مسعد.
كما انه كان من الأوائل الذين التحقوا بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حيث شارك في الاجتماع التأسيسي المنعقد بتاريخ 17 ذي الحجة 1349 الموافق 5 ماي 1931 بنادي الترقي بالعاصمة. حيث تم وضع القانون الاساسي للجمعية والمصادقة عليه، والموافقة على تشكيل المكتب الإداري للجمعية.
كما كان يحضر لأغلب الندوات التي تقيمها الجمعية وحتى الاجتماعات الرسمية ومنها حضوره الجمعية العامة لجمعية العلماء المنعقدة في العاصمة من 1 الى 30/11/1934 بناء على الدعوة الموجهة اليه من رئيسها بتاريخ 17/10/1934. كما شارك في الاجتماع المخصص لانتخاب المجلس الاداري العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين لعام 1946
وصفه شيخه العلامة الطاهر بن العبيدي بقوله: "الإمام العلامة الهمام. خيثر المفهوم القاذف بجواهر المنطوق والمفهوم الخطيب المنشئ" ويصفه كذلك الشيخ بن العبيدي "غرة جبين الآداب, ودرة الجحاجحة الألباب الرواي من الكلام صحيحه والزاوي من اللسان العربي فصيحة, الضرغام الذي إن تكلم أفهم… وإن كتب أرهب وإن ناضل قضم وقصم وإن نازل قهر وطهر…" ويصفه الشيخ عبد الرحمن الديسي بقوله: "قسر البراعة وأفضل من أقر على أنامله البراعة بدربني سعد.. خير جليس وأفضل أنيس…".
وقد ترك العديد من المؤلفات ما زالت مخطوطات منها:
شرح لامية الأفعال لابن مالك ، طرفة البيان على نظم تحفة الإخوان وهو شرح على رسالة البيان للدوديرّ، الكلام عن الولاية في الإسلام، تفضيل البادية بالأدلة البادية [وهي رسائل أدبية تبادلها مع عبد الرحمن الديسي] ، الصلاة، البدعة في الإسلام، شرح لامية العرب للشنفرى، مظالم حاكم رباط مسعد المتوالية دكتاتورية غير متناهية، وفتاوى كثيرة مختارات أدبية جمعها من أمهات الكتب، ديوان شعر مخطوط، شرح على تحفة الأفاضل للشيخ العبيدي، طرفة البيان على نظم تحفة الاخوان وهي شرح لمنظومة العبيدي التي نظمها في البلاغة للدردير، بالإضافة إلى دروس مكتوبة عبر كناشات كان يستعملها.
أما الرسائل فلا تعد ولا تحصى ضاع منها الكثير كان يتبادلها مع أعلام عصره أصدقائه من الأدباء والحكام والأعيان وكانت اغلبها أدبية وذاع صيتها لما فيها من عيون الأدب والحكمة والشعر وفنون النثر وهي من نوع الرسائل الاخوانية المتبادلة بين شيخ وتلميذه وشيخ وصديقه. ولم تكن بعيدة عن ما عرفته تلك الفترة من أحداث خاصة وانه في عدد من الرسائل نجد آراء سياسية بما فيها عدد من الأحداث الدولية خاصة التي شهدها العالم الاسلامي كالانقلاب الذي قاده كمال أتاتورك ضد الخلافة العثمانية. واغلبها تبادلها مع الشيوخ الإمام عبد الحميد بن باديس، محمد البشير الابراهيمي، الطاهر بن العبيدي السوفي (1886-1968) واخوه احمد العبيدي (1307/1397) ومحمد بن عبد الرحمن الديسي(1854/1921).
منها رسالة من الابراهيمي بخط يده وبختم جمعية العلماء تحت رقم 337 مؤرخة في 02 رمضان 1366/20 جويلية 1947 حيث جاء فيها (الاخ المحترم الشيخ عبد القادر بن ابراهيم حفظه الله. بعد السلام عليكم ورحمة الله فقد بلغتني رسالتكم ففرحنا بقدومها فرحتنا برؤية وجهكم اما ماذكرته عن استعدادكم للانتقال حيث تعمل للعلم وللدين فقد سرنا ذلك جد السرور وقد بلغني من جماعة الجلفة انهم راغبون في قدومك اليهم ونحن نوافقهم عن ذلك ونخضك على القدوم الى الجلفة وفتح دروس الوعظ والارشاد ونحن واثقون انك تخدم الحركة الاصلاحية لا في الجلفة وحدها بل في كل مايحيط بها من قرى واعراش.بارك الله فيك واعاننا واياك على الخير وعليكم السلام من اخيكم محمد البشير الابراهيمي).
اما مراسلاته مع شيخه الطاهر بن العبيدي فلا تعد ولا تحصى منها الرسالة التي يصفه فيها شيخه بـ (غرة جبين الآداب ودرة الجحاجحة الانجاب الراوي من الكلام صحيحه والزاوي من اللسان العربي فصيحه الضرغام الذي ان تكلم افهم وأفحم وان كتب أرعب وارهب وان ناضل قضم وقصم وان نازل قهر وظهر الأديب الذي لايجاري ولا يماري ومادراك ماهو بلغ القصاري..) فيرد عليه المسعدي (الحمد لله سلام أبهى من عقود الجمان وأزهى من روض الجنان وأذكى من الأس والأقحوان يهدى الى جناب الدراكة الملاذ العلامة الأستاذ ذي الأيادي والأيدي شيخنا سيدي محمد الطاهر بن العبيدي أبقاك الله على مدد الايام بجاه سيد الأنام وبعد يا مولانا ان عبيدكم لفي غلق عظيم ووجد جسيم لانقطاع الأخبار واندراس الآثار وقد كتبت لكم جوابا عن جوابكم ولذيذ خطابكم ورجوت الاطلاع على بعض أحوالكم مع انك يامولانا أهل الصفح الجميل والفخر الاثيل....
اما الرسائل المتبادلة مع محمد بن عبد الرحمن الديسي فلا تخلوا من السجع والصنعة كما ذكر د.بن قينه (حيث يختار الكلمات ذات الجرس الموسيقي والرنين القوي..)
اما المسعدي الشاعر، فقد ترك عديد من القصائد لو جمعت لتشكلت أجمل الحلل لما تحويه. منها أول قصيدة قالها المسعدي بحضرة الأستاذ الطاهر بن العبيدي.
بكرا زرت بالشمس في حلل البها حللا كساها نجل بحدة في المـــــلا
آذه شموس أم دروس قد بــدت سحرا حلالا في المحافل قد حــــلا
قد صاغها شمس الهدى بحر الفدى مشفى الصدى أعني الهمام الأفضلا
علامة التحقيق ذو اللفظ الأنيــــق المكودي الألمعي الأجمـــــلا
لا سيما وقد كساه المرتضـــــى حللا زرت بالشمس في عـــلا
العالم القطريف من حسناتـــــه تسمو النجوم وفي العديد الطيسـلا وقد فارقنا المسعدي يوم 30 أوت 1956 ورثاه شيخة الطاهر بن العبيدي، حيث يقول:
مسعد حسرتي فقدت السعادة وخلعت تاج العلى والسيادة
كنت بين القرى محط رحال في بني نائل كقصر إشــادة
كان نور العلم فيك شريفا إن فقد العلوم فقد السعادة
===
(*) بتصرف عن مقال : حفناوي يقرأ المسعدي أو من يتذكر العلامة عبد القادر بن ابراهيم النائلي ، 1988/1956 - نشر بباب المقالات بمجلة التبيين عن جمعية الجاحظية، العدد 31 سنة 2008 | |
|
sponza عضو جديد
عدد المساهمات : 2
| موضوع: رد على موضوع 2013-04-12, 03:39 | |
| موضوع رائع وكان تصرفك فيه أروع منه لأنني قرأت الموضوع الأصلي شيئ جميل منك أنك تصرفت فيه بأمانة وأدبية فذتين وفي السياق أرجو منك سيدي الكريم بل ألح على كتابة شيئ عن الشيخ المؤذن بمسجد زيد بن ثابت الذ توفي سنة 2011 والذي أعده رمزا من رموز مدينة مسعد ويا حبذا لو تكتب عنه أنت لما رأيت من جودت كلماتك وتعابيرك وشكرا لك مراة ألف | |
|