عرفت كبرى بلديات ولاية الجلفة في
الآونة الأخيرة على غرار كل من (عين وسارة و حاسي بحبح و عاصمة الولاية و
مسعد) تزايدا كبيرا للعشرات من النساء السوريات اللواتي توافدن على ولاية
الجلفة من أجل التسول في مشهد مثير، ليتم من خلالها احتلال ساحات عمومية
بأكملها خاصة تلك المتواجدة بوسط المدينة...
و الملفت في الأمر أنّ السوريات
اللواتي حوّلن عاصمة الولاية إلى فضاء مفتوح للتّسول تزايد عددهن بشكل خاص
في الأشهر الأخيرة سيما الشباب الذين تخصصوا في معالجة الأسنان وتغييرها، و
أشار العديد من المواطنين الذين التقتهم "الجلفة إنفو" أنّ ظاهرة هذا
الزحف البشري الذي غزا شوارع كبريات مدن ولاية الجلفة للنساء السوريات
اللائي أضفين طابعا على عاصمة الولاية باحتلالهنّ أماكن بأكملها، يقصدن
كذلك المنازل لطلب يد العون و المساعدة، أين لقي هذا الأمر كثيرا من
التعاطف من طرف الجلفاويين نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء...
و قد شدّ انتباهنا موقف آخر و هو
توافد نساء سوريات متزوجات وفتيات في سن الزواج و من مختلف الأعمار وهن
مجهولات الهوية والطبائع، حيث أكد في هذا الشأن الكثير من مواطني الجلفة
أنّ طلبات التسول في الفترة الحالية تتم باللغة العربية بينما الحديث بين
المتسولات يتم بلهجة أخرى يظن الكثير أنها "اللهجة الكردية", ومما يلاحظ
على هؤلاء النسوة المتسولات أنهن يظهرنّ الهوية السورية مع إلحاحهن
الشديد في الاستجداء، وفي هذا الشأن قال العديد من المواطنين الجلفاويين
إنهم قدموا "الخبز" والمأكل لبعضهن في الكثير من المرات وأنهنّ يعشن وضعيات
اجتماعية مزرية، كان من المفترض أنّ الدولة تتكفل بهنّ مادامت أنها سمحت
لهن بدخول الجزائر من باب اعتبارهن كلاجئات، أو إيجاد حل لهن في إطار
إنساني تتكفل بهنّ الحكومة ولا يُتركنّ بهذا الشكل اللاإنساني، وقد اتخذت
هؤلاء النسوة من بعض الساحات العمومية المتواجدة بوسط المدينة مراقد و مأوى
لهن، حيث يبتن جماعيا، وفي كل صباح ينطلقن إلى التسول فرادى أو جماعات،
ونظرا لهذا التواجد الملفت والمثير في آن واحد فإنّ المواطنين بدأوا
يتوجسون خيفة من هذه الظاهرة وهم اليوم يطالبون بوضع سجلات لهؤلاء النسوة
من قبل الجهات الأمنية المختصة على مستوى الولاية لمتابعة تحركاتهن...
و يتساءل الكثير اليوم هل وجود نساء
سوريا دمشق الأمويين بهذه الوضعية المزرية والمشينة التي تخدش كرامة
المرأة العربية المسلمة والكرامة الإنسانية هو من بركة الربيع العربي..؟!
أم نتاج الممانعة للمشروع الصهيوأمريكي في منطقة الوطن العربي في إطار
الشرق الأوسط الكبير..؟! أم أنها النتيجة الحتمية للديكتاتوريات المتأصلة
في جسد الوطن العربي الجاثمة على أنفاس شعوبها العربية على امتداد الوطن
العربي..؟! أم أنها رسالة من نوع آخر لم أستطع فك شفرتها في زمن التردي
هذا..؟! ولا عشنا لزمن الديمقراطية العربية أو الغربية التي نرى فيها
النساء يتسولن لدى الشعوب الأخرى