بالرغم من عطائها الكبير و في ظل انعدام المساعدات المالية
جمعية تمكين للتنمية البشرية بمدينة مسعد(ولاية الجلفة)
عمر ذيب........... طموح و تميز .. صمود في ظل واقع مر .. و إصرار على النجاح
لا شك في أن الكل يدرك قيمة وعظمة ذلك الشعور الرائع والدافئ الذي يعقب القيام بعمل طيب .. وتلقي الشكر عليه و العرفان بالجميل .. فهذا النوع من البشر الذي يمارس هذا العمل الخيري ينعم بأسمى و أعظم أحاسيس السعادة الداخلية .. فالذين يبادرون بالعمل الصالح و المثمر دون أن يفكروا في أية مكافأة أو جزاء هم حقا أناس عظماء .. و النجاح في أي ميدان من ميادين الحياة مرهون دون أدنى شك بالإرادة الصلبة والتضحية الحقة و العمل المتواصل .. فنجاح أي مشروع مرتبط أساسا بالإخلاص و إلا سيكون مآل ذلك الفشل الذريع .. فنسج خيوط النجاح ليس أمرا هينا لأن ترجمة ما يسعى إليه المعنيون به يتطلب الحكمة والشجاعة و الاستمرارية و التخطيط الجاد .. و انطلاقا من كل ذلك كانت الوجهة التي اختارتها أسرة جمعية تمكين التي شقت طريقا متزودة بالمثابرة والتحدي وذلك بواسطة تطبيق ميداني لكلمة "إرادة" و إن انحصرت هاته الكلمة البسيطة في خمسة أحرف إلا أنها تحمل في طياتها معاني و آفاق واسعة المدى فلا تهم الإمكانيات مهما كان العدد من الأشخاص بل يهم أكثر الإيمان بالفكرة وضبط الهدف و وضوح الطريق للوصول الى الغايات لذلك يجب أن ندرك أنه ليس علينا لعنة الظلام بل واجبنا إيقاد شمعة .. ولن أكون مبالغا إذا قلت أنه من المفيد لأي مسعدي الاحتكاك بمثل هذه الجمعية الراقية التي لا يعرف عنها أبناء مسعد الكثير ولم يتسن لهم الاستفادة ببرامجها ومشاريعها الهادفة والنبيلة و قد يكون من نجاح مصداقية هاته الجمعية طاقمها الواعي و المثقف والغيور على مدينته و المتألم لمختلف همومها وانشغالاتها ولا حرج من القول أن جمعية تمكين بفضل تعدادها الشاب والحيوي كونت لنفسها مكانة لائقة ومتميزة تميز أهلها ورغم أنها لا تزال في بداية الطريق المليء بالمصاعب و العراقيل والمعوقات إلا أن العديد من المسعديين تمكنوا من استيعاب سياستها الحكيمة و تفكيرها العملاق فتركت بذلك تأثيرا كبيرا عليهم ..كيف لا؟ .. وهي المهتمة بتكوين جيل مستقبلي على أسس علمية وحضارية صحيحة ومتينة والمساهمة من خلال مجموعة من الدروس و النشاطات في هذا التكوين وفي نشر الوعي في أوساط مجتمع منغلق ومتحجر تغذيه الرداءة – إلا من رحم ربي – بالإضافة الى سعيها الى انجاز تغطية اعلامية دائمة ومناسبة لمختلف النشاطات الثقافية و الاجتماعية والرياضية المحلية كما تعمل على تنشيط ندوات وملتقيات لهل صلة وطيدة بكل ما يحتاج المواطن المسعدي و هيكلة الشباب بتأطيرهم وتوجيههم وإدماجهم في مشاريع مختلفة مع تنمية الحس المدني والتوعوي معتمدة أساسا على الحوار الاجتماعي و غيرها من المواضيع التي تهدف الى إعداد الشباب للعب الدور المنوط بهم في المنظومة الاجتماعية الثقافية والسياسية و التقرب منهم أكثر وإعطائهم الفرصة للتعبير عن همومهم وذلك من خلال اعتمادها لغة يفهمها الشباب و تتماشى مع مستوى تفكيرهم ورؤيتهم للحياة .. والأكيد أن العمل الفردي لا يكفي لتحقيق النجاح والآمال المرتقبة بل لابد من عمل جماعي وهذا ما يفرضه الواقع فالعمل يكون مثمرا بشرط التكاثف والتعاون لأن اليد الواحدة لا تصفق أبدا والإنسان ضعيف بنفسه قوي بالآخرين قليل وحده كثير بهم و الأعمال العظيمة لا تتم إلا بجهود متضافرة و السبيل الوحيد لاتحادنا جميعا يعتمد على وضع اليد في اليد و بعث النوايا الصادقة في القلوب بعيدا عن كل تلك النوايا المغشوشة التي أثبتت الأيام اندثارها وفشلها لأن التغيير المنشود لا يتحقق إلا من خلال سنة الله عز وجل التي لا تتبدل (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))الرعد:11 .. ونعترف أخيرا أن هذه الوقفة المتواضعة وهاته الأسطر البسيطة لن يعطيان حق هذه الجمعية - الكبيرة و المتألقة بأصحابها- من الوصف و العرفان والتقدير .. لأن ما تحمل لنا من خير و حب وإنسانية أكبر من كل الكتابات و الاعترافات .. هي تريد أن تضفي مسحة لا تمحى في الواقع المحلي ..هي تريد أن يسطع ضوءها في سماء مسعد بفضل برامج راقية وسخية رغم انعدام التمويل الذي يظل يحطم رغبات الجمعية و يحاصر تحركاتها ويبدو ان المعوقات التي تحيل دون استمرار نشاطها كان وسيبقى حافزا لتظافر جهود أفرادها حيث تحمل في حقيبتها لسنة 2012 مفاجآت سارة ستفرح بلا شك أبناء المدينة و ستبذل ما في وسعها من تجسيد أفكارها الزاخرة بالآمال و الأحلام للمواطن المسعدي ولن تجد أفضل من المشككين في إمكانيات نجاحها تحفيزا لها على كسب هذا الرهان لكننا نشير الى أن الطريق نحو النجاح يبدأ باعتماد حسابات دقيقة و الابتعاد عن سياسة الترقيع و الارتجال الذي يفسد هاته الحسابات أو يخلطها حتى لا نفاجأ في آخر المطاف بنتائج لما كنا نتوقعه ... و في انتظار الجديد المفرح لأهل تمكين تبقى هذه الأخيرة تصارع من أجل البقاء لمواصلة حركيتها ونشاطها و هي تؤمن دوما بضرورة التواصل وخلق أجواء حياتية صافية ونقية من شانها ان تخلص الواقع المسعدي من الرداءة التي يتخبط فيها منذ سنوات طويلة ... وفي الأخير نزف تحية قلبية من الأعماق خالصة لكل الذين يبدعون في تمكين ونقول لهم بصوت واحد وقلب واحد شكرا لكم وبارك الله عز جل في خطواتكم الماضية والآتية .. و لكم كل الأماني .... عمر ذيب