متواجدة فقط بجنوب الجلفة: نخلة الدوم القزمة تهددها أيادي العابثين
إن الاهتمام بمكتسبات أمتنا يتطلب الجهد المشترك بين أبنائها قصد حمايتها وترقيتها ومن هذه المكتسبات الآثار والمناطق التي تتواجد فيها التي هي مكسبا سياحيا واثريا هاما.
لقد قامت جمعية أولاد نايل لحماية الآثار وترقية التراث بزيارة ميدانية لمنطقة الدوم المتواجدة ببلدية دلدول جنوب مقر ولاية الجلفة وتحديدا المكانين دير النخل وصفية البارود حيث تتواجد بهما رسومات من العهد الحجري ونخيل الدوم القزمة.
هذه المنطقة التي كانت قبلة للزوار من الأجانب وأبناء الوطن قبل فترة الأزمة الأمنية التي عرفتها بلادنا ولكن ما اثأر اهتمامنا وجود عمليات تخريب على هذه الرسومات بفعل يد العابثين الذين لا يعرفون قيمة هذه الآثار حيث تعتبر حلقة وصل بين تواريخ الأمة وأزمنتها المتعاقبة ورباط متواصل بين الأجيال الذين يرثونها كمكسب عام لكل أبناء هذا الوطن.
وكذلك نولى العناية بنخيل الدوم القزمة التي لا يوجد لها شبيه في كل ربوع بلادنا حيث تتميز بشكلها المكتمل كشجرة نخيل لكنها قزمة جدا زادت لهذه المنطقة أهمية كبرى وما يؤسف ما لاحظناه من تخريب وقطع ساخر لا يعرف له سبب ولقد علمنا من شيوخ ورجال هده المنطقة أن السياح الأجانب أبلغوهم أنه مثل هذا النخيل نادر جدا وكانوا يوصون أهل المنطقة بحمايتها ورعايتها لكن للأسف تعرضت لما هو أخطر ألا وهو الاقتلاع والحلاق المتعمدين في أحيان كثيرة.
وأخيرا هناك تساؤلات كثيرة نطرحها في حق هذه المنطقة: أليست أرثا تاريخيا؟ ألا تستحق أن تكون من مصنفات المناطق المحمية؟ ألا تستحق هده المنطقة أن تعاد لها قيمتها الترقوية؟ ألا يهم السلطات المحلية أن تصبح معلما سياحيا؟ أليست جزءا من هذا لها حق الرعاية؟ أليست مكسبا عاما ترعاه الوصاية؟
وبعد هذه التساؤلات التي تحز في نفوس الغيورين على كل ذرة تراب من هذا الوطن جميعه لا منطقة معينة نتأسف ونتحرق حزنا على طمس المعالم الأثرية وهدم بنيتها التركيبية التي إن مست بشيء ولو كان بسيط إطفاء شعلة تاريخية يندى لها كل فحل وينتفض لها كل من حارب المستعمرين الغزاة على مر العصور حماية لوطننا الجزائر لتصل إلينا هذه الشعلة أمانة في أعناقنا جميعا نوصلها نحن بدورنا إلى أجيال المستقبل.
جمعية "أولاد نايل" لحماية الآثار وترقية التراث