| مجموعة من كتابات الاستاذ عمار بوزيدي | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
بريدع المدير العام
عدد المساهمات : 1206
| |
| |
بريدع المدير العام
عدد المساهمات : 1206
| |
| |
بريدع المدير العام
عدد المساهمات : 1206
| موضوع: ♥♥♥♥♥ تحسرات ♥♥♥♥♥♥♥♥♥ 2013-10-04, 07:47 | |
| تحســـرات كنت في زيارة عائلية لبيت خالي رحمه الله في بوتريفيس و بعد العشاء خرجت باحثا عن سيارة للنقل الحضري حيث كان موقفه بعيدا يحتاج لنقل أيضا ، و بعد ركوبي مع أحدهم هش لحديثي و بش في وجهي ..صرخت على بعض الأولاد الذين كانوا يعترضون الطريق فقال : هؤلاء لم يعيشوا حلاوة الحياة التي عشناها و لم يعرفوا من حقيقتها شيئا ؛ إنهم جيل (البورتابل) و التلفاز و الانترنيت ، جيل سريع العطب .. يخاطبني باشمئزا...ز عن هذا العصر و هذا الجيل و يتنهد عن الزمن الجميل الذي يبدو لي أنه ألقى بكل عواطفه فيه و لم يبق له منه إلا هذا الشبح شاهدا على مروره من هنا ... بين (الضاية) و (القرابة) التفت إلي و قال : انظر فلما رأيت في عينيه ابتلعتني ؛ وجدتني صبيا حافي القدمين ممزق السروال قد شمرت رجله اليمنى و لا يكاد قميصي يغطي سرتي أشعث أغبر أحمل في يدي عصا و قد دببتها و أضع على رأسي سطل جدي الذي يسخن فيه الماء قد شددته بخيط شبه الخوذة و أجري مع فتيان الحي و الحرب قد اشتعلت أوارها بين حيينا و حي عين الشيح ، كان أخي (علي )هو قائد جيشنا و كان يمثل لفتيان حينا أسطورة من البطولات و الشجاعة النادرة لقد كان يصرع ثلاثة أو أربعة من الخصوم دفعة واحدة و كان الكل يهابه و يخافون من سطوته إنه يكبرني بأربع سنين .. يحبني و يشفق علي خصوصا و قد مات إخوتي الذين ولدوا بعده حتى جئت أنا .. فيأخذني معه في رحلاته و بعض مغامراته و يدربني على القتال .. و في ذلك اليوم أصيب إصابة بالغة حين التحام الجيشين بعدما ارتمى وسط جموع العدو و صرع منهم خمسة حتى أصابه حجر طائش على ناظره و أغمي عليه فهرب الأطفال من الفريقين و بقيت أقف عند رأسه و الشمس يخفت ضوؤها على رأس التلة .. استفاق و قام متثاقلا و هو يقول : هربو الكلاب ؟ – و هو يحمل حربته الطويلة يتكأ عليها و علي – في المرة القادمة لن أترك واحدا منكم ..سأقضي عليكم . أخي لا يهاب حتى من هم أكبر منه سنا .. هناك في (الضاية) حيث لم يبنى هذا الحي المعروف الآن بل كان ضاية مزروعة قمحا حتى مرتفع المقام (مقام الرقاديات) كان كثيرا ما تتحول أرضه إلى ساحة معركة طاحنة بالهروات و السيوف الوهمية و (التيربولات) و (المعقال) فلا تغرب الشمس إلا على جرحى من الفريقين .. فإذا جاء الصباح عدنا و لعبنا معهم مباريات في كرة القدم و كأنه لم تكن هناك معارك بالأمس . و ذات مساء جئت أجري مع كلبي (سحاب )حاملا معي كرة قدم خطتها من القماش و القش حتى إذا انتهيت قرب كوخنا رميت الكرة ألعب بها و إذا بها جانبت أن تسقط إلا على( السيق )وسط جماعة من الشيوخ (السياقة) لينط عودا منها فيعور عين جارنا سي قدور الرزة فينتفض ماسكا عينه و كان عود (السيق )حادا فسي قدور الرزة يبري السيق جيدا .. عندها ظننت أنني ميت لا محالة فهو رجل بغيض مخيف لا أكاد أرى رأسه من طوله كأن عمامته سحابة على رأس أسود ، قد اشتعلت عينه غضبا و هو يمسك يسراه بسراه و أنا قد جمد الدم في عروقي و طار قلبي رعبا و تسمرت رجلاي كأنهما ساقا شجرة و أسمع من ورائي: يا ويله اليوم يقضي عليه الرزة فما كدت ألتفت للصوت حتى هويت على الأرض مرميا ليرتطم رأسي بحجر نابي فلم أفطن إلا و أمي تضع على جرحي شيئا من عقاقير الطبخ (عكري )... و ما فتئت أخرج للعب كأن الرزة لم يضربني ؛ و ما أكثر ما يضرب الكبار الصغار دون تحرج من أهاليهم ، كان للكبار سلطانا ؛ ينهون و ينتهرون و يضربون و قد يضربون بغل كحالتي .. و تبقى في قلوبنا مهابتهم و البعض منهم كان أسطورة في نظرنا تحاك حوله حكايات عن شجاعته و عن غموضه .. و مرت سنوات نكبر من خلالها و تعظم مهابتنا بين الأحياء سانميزو و زحاف و قنانيو عين الشيح .. أذكر أن أبي أخذنا في زيارة لبعض أهلنا في سانميزو و ما إن خرجت ألعب حتى رءاني بعض الصبية المشاكسين و قالوا هذا أخو (علي )فأقبلوا نحوي مسرعين فأخذوني أخذة الكلاب البرية تناوشوني بالضرب و سحبوني و هم يرددون أين أخاك (علي) ليدافع عنك ، أنظر ماذا فعل بي أخوك جرحني في وجهي و في بطني اليوم (انسلكها منك) – كانوا يكبرونني سنا و يهابون أخي في فضرباتهم جبانة و ما إن هوى بزجاجة ليجرحني حتى فجخته بحجر التقطته و من بين أرجلهم لذت بالفرار حتى غيبني باب خالي و قد أحكمت رتاجه أنظر من خصاصه إلى حردهم يتوعدون و لصاحبهم المجروح من أخ عدوه يواسون ؛ أسندت كتفي إلى الباب و قلبي يطير فزعا .. هناك ضحك صاحبي مسندا ظهره على مقعد السيارة و قد ركنها جانبا ؛ أتدري ما الذي يضحكني إنه يوم أن وقعت في بوقة الجبس قرب البرج أسفل التلة حيث يحرقون الحجارة و يصنعون الجبس – كانت قد هجرت – خرجت أبيض كالشبح و لن أنسى أخي و هو يضحك من مرءاي حتى دخلت على أمي فصرخت مفزوعة تستعيذ بالله ، لن أنسى ضحكات أخي و بكائي و لن أنسى ضحكاته على فراش الموت و بكائي حين ألم به السل بعد عشر سنين . كانت أزهى أيام عمري تحت جناحه ، بعدها استقال قلبي من الحب و ذوتني السنون فأنت ترى هيكلي و لا تراني ... هناك تبسم و الدمع ملأ خديه : ما أحلى أيام اللعب( بالرورمة) كان يركبني عليها و يدفعني فأشعر أنني أقود الدياسبلاس و كثيرا ما وقعت بها و تهشمت .. هل لعبت بها سابقا ؟ ضحكت و قلت : كثيرا . قال و الألم يعتصره : لو خيروني لاقتسمت عمري مع أخي حتى إذا جاء الأجل رحلنا معا.. | |
|
| |
بريدع المدير العام
عدد المساهمات : 1206
| موضوع: رووس العيون 2013-10-04, 07:49 | |
|
[size=24] رووس لعيون في أعالي وادي ملاح جهة الغرب كانت تتفجر عيون مشكلة ثلاث برك كبيرة ؛ من جهة الجلفة بركة (السيمكة) على سيارة غرقت هناك و بركة (السكاليات) حيث بنيت فيها أدراجا ، و بركة الشجرة لشجرة عملاقة فيها و هي أقل البرك عمقا نسبح فيها و نصطاد السمك ... كنا نسمع عن غرق البعض في تلك البرك ، و لم تردع هذه الأخبارُ الأولادَ الشغوفين أمثالنا إلى أن صدمنا بمأساة رأيناها و يأبى مرءاها أن يفارق ذاكرت...ي .. - أنظر يا الصادق إنها فتاة أظن أنها من تلك الخيمات هناك - و لكنها جاءت وحدها مسرعة - إقترب بنا نستطلع جلية الأمر ... توقف ... أنظر - أين ؟ - هناك على حافة بركة السكاليات .. - إنه شاب يبدو راعيا ... يا إلاهي إنهما يتعانقان احْرقْ قلبي حبك يا فطيمة و ابُييك عياني و القافلة راحلة غدوة ... أصبر يا ضي اعياني جداتي راها عرفتني وفهمتني بالخير راها وعدتني ... اتفتت الكبدة و ذاب القلب من بُعدك عني و ظنيتو يسنى بيك بن القايد و لا بن البشاقة - أي بشاقة و أي قايد و هل ما زلنا في زمن القياد - أصمت أظنه وجف منا و عرف مكاننا .. اختبئ اختبئ هناك سمعنا طلقا ناريا .. فزعنا .. رفعنا رأسينا من بين الحشائش و إذا الرعب يزداد و هول ما رأينا يطير بقلبينا ... ؛ رأيناه مرميا في البركة غارقا في دمائه و فطيمة قد أسرعت إليه صارخة مولولة متقحمة مياه البركة : علي علي علي ... إنه القايد متوشحا البندقية و أبو الفتاة واجما لا يحرك ساكنا ... يرياها تغرق في دماء حبيبها و قد تلوثت البركة و تلوث مجرى الوادي ... عمار بوزيدي 07/07/2013مشاهدة المزيد
| |
|
| |
بريدع المدير العام
عدد المساهمات : 1206
| موضوع: رد: مجموعة من كتابات الاستاذ عمار بوزيدي 2013-10-04, 07:51 | |
| دفق الحنان سألتني زوجتي عن شعوري و كانت ساعتها ابنتي ترجل شعري القصير و قد قلبت المشط على ظهره و هي تقول : بابا حبيبي ؛ كانت في العام الثاني من عمرها .. يدها صغيرة و ناعمة و صوتها يسمعه قلبي ألحانا ليست من الدنيا ، كأن قلبي يسمع نفسه و يطرب لذاته . أشعر و كأنه صار مركزا لجداول تتدفق فيه بأصناف و ألوان من المشاعر الحلوة الحنونة فتشع عيناي من صفحات قلبي عطفا و انعطافا تدفعه سعادة أبوية تكاد الجوانح تذوب لها رقة و رحمة ... و لا تفتأ أن تحضنني و هي تحاكي صوت المولود الذي تشغف لرؤيته عند زيارة بيت جدتها ... | |
|
| |
بريدع المدير العام
عدد المساهمات : 1206
| موضوع: رد: مجموعة من كتابات الاستاذ عمار بوزيدي 2013-10-04, 07:52 | |
| صبع الزبش (صبع الزبش) جبل شامخ شاهد على ولادة مسعد ، يراها تكبر في حجره .. و يسجل في ذاكرة الغيب أحداثها .. حتى فاجأتُه ذات مساء طالبا علاه مستخفا بوعورته يسبقني الشوق إلى الذروة ..لا إليه و لكن لأرى من عدسته مسعد مترامية الأطراف .. و ما إن كدت أصل حتى أجد أحدهم قد سبقني .. يتأمل .. يجول ببصره بعيدا و قريبا ، قلت : السلام عليكم . فرد و قال : ما أجمل أن ترى ذكريات مسعد من علٍ و تشاهد السنين ت...مر من هنا ؟ ، جلست جواره و قلت : من منا لم تكن له ذكريات في مسعد ؟ و على غفلة مني وضع يده على رأسي فكبُر منظر( الشوشة ) بين عيني ؛ بساتين كثيفة و أشجار الكالاتوس الضخمة و شباب أعرفهم يلعبون مباراة في كرة القدم و آخرون يتفرجون قعودا على امتداد شجرة طويلة واقعة من أثر الشيخوخة ؛ يشجعون الفرقين بحماس و ما أكثر ما ينشب الشجار بين الفريقين .. حتى إذا انقضت المباراة دخلنا بستان الحاج بلخير بن بوطة – رحمه الله – نسبح في حوضها و نستمتع بفواكهها .. و عند عودتنا عبر تلك الشوارع الملتوية الضييقة و تخطينا لساقية دمد فوجئت بحجر طائش يلقيني أرضا مغشيا علي بدت لي أشجار المشمش العالية حمراء فاتحة و الفضاء من ورائها مصبوغا باللون الوردي حتى اسود الجو فلم أفطن إلا و الحاج لخضر محجوبة يخيط جرحي في (السبيطار) و أهلي ينظرون و أصحابي يتعجبون و هم يلهثون قالوا : صرعو قويدر راس القول و جماعتو . ثم تقدم نحوي زعيم جماعتنا و قال : لا تخاف لقد قبضنا عليهم و أشبعناهم ضربا ، كما أن أهاليهم أشبعوهم ضربا .. جماعة راس القول جماعة أشرار يزرعون الرعب في البساتين صيفا خصوصا في تلك الطرق المؤدية إلى صعيفي و دمد و كثيرا ما تنشب الحرب بيننا و بينهم حتى نطاردهم إلى أسفل الوادي ... الحاج لخضر محجوبة من أمهر الأطباء فكفاءته أخذها من فرانسا و هو شديد عنيف ، و يا سبحان الله ما وضع يده على جرح إلا طاب سريعا فهو عندنا مضرب المثل ، وما إن أردت النهوض حتى أرجعني بعنف و قال : أرقد ماذا تظن نفسك فاعلا ياخي جيل يا خي ... و كان الأطباء الأجانب ( الڤوَر) يمرون حولي و يتعجبون من مرآي و لا أفهم من خطابهم شيئا ... في تلك الليلة تحدث أصحابي عن قدوم السنما إلى مسعد كانت تعرض قرب البلدية و كانت الحديقة العمومية الآن ملعب كرة قدم غير بعيد عن السوق.. لن أنسى سياجه المنزوع ؛ بعضه ساقط أرضا و بعضه قائم نوعا ما ... و قبل وصولنا سمعنا صفيرا و لغطا و شاحنة السنما تتهيأ لفتح كوة فيها تقذف شعاع الضوء فيستحيل على الحائط صورا تتحرك فعم السكون و بدأت الموسقى من مكان ما .. كان فيلم (ريح الجنوب) يصف قرية مثل قريتنا و ما إن ظهرت بطلة الفلم حتى بدأ الصفير و التنهدات من الكبار و الكلام الذي يبعث فينا الاشمئزاز و التقزز ... في الصباح عاود بي أبي لخضر بن محجوبة ليتأكد أن الجرح طاب و يغير الضمادة ، و ما إن قرقرت القيلولة حتى وجدت عبد الله و آخرين من أصحابنا يعتزمون الذهاب إلى السد ؛ و سد مسعد في أعالي واديها غربا ليس بعده إلا حنية أولاد سالم ؛ نسبح فيه و نصطاد السمك ، و بعد لأي سمح لي أخي بالذهاب معهم .. وجدنا جانيتو مستظلا تحت الطرفاء الكثيفة على حافة الوادي في مكان مرتفع يعزف بقيثارته ؛ فتحدث الأولاد أن جانيتو قد جن بسبب عشقه لابنة عمه ؛ عشقها منذ الصغر يلعب معها في البساتين يجريان بين الأحواض المزروعة و يطاردان الفراشات و ربما لسعتها نحلة في يدها فيمصها و يضع شيئا من الطين عليها .. تبتسم و هي تحدق في عينيه و تقول : ʺ انت جريوِي ʺ ، و تهرب و يطاردها بين أشجار المشمش و التفاح و الرمان و يتظاهر بالسقوط فتعود إليه مشفقة .. يضحكان و يضحكان و الشمس ترسل أشعة الحب متراقصة من خلال أوراق الشجر و من وراء القصب و أشجار الطرفاء يراقبهما الزمن لينتزعها عمه من بين ضلوعه و يرميه بشرارة اللوعة و الاحتراق.. و لهيب الذكريات يذهب عقله .. منذ أن كبر و عقِل و هو يهيم في هذا الواد الحزين بقيثارته التي صنعها يغني :ʺ جانيتو يا جانيناʺ و أظن أن جانيتو زادت من جنونه . سد مسعد يغذي ساقية البساتين العامرة و هو مرتع المواهب المسعدية سواء في السباحة أو الجري أو الملاكمة أو الكاراتيه و لن يخلو وادي مسعد من جماعات هنا و هناك بعضهم يسبح و بعضهم يجري و بعضهم يكرر أفلام بروسلي و جاكيشان ... و في السد ترى فن السباحة فأخي سباحا ماهرا و كذا عبد الله و حتى من هم في مثل سني صغارا يتعلمون السباحة سريعا حتى أنهم أبهروا العاصميين أثناء الرحلات الكشفية و ما أروع تلك الرحلات و تلك المغامرات ... منعني أخي من السباحة لأن ضمادتي جديدة و يخشى أن ينكأ الجرح علي و يطول بلالي ... لكن غافلته و سبحت و رآني و سكت حتى إذا رجعت إلى البيت صرخت أمي في وجهه و آلمني ضربها أكثر من الجرح ... هل ضربتك أمك صغيرا ؟ لن أنسى ذلك السلاح الفتاك (الباشماق) و ما أحدثه على ظهري و رجلي فحرارته أشد من الجلد بالسياط ... ضحك صاحبي حتى أزعج سكون الجبل و قال : كم كنت شقيا يا صديقي .. أما أنا فلا أذكر ضرب أمي لي .. و لكن .. أذكر وفاتها .. كنت في العاشرة .. كنت وحيدها .. و كان لأبي زوج أخرى ؛ قد التفت إليها بكليته و نسي أن له زوجة أولى حتى إذا رآني تذكر .. كان يحضنني خفية أن يراه بعض ولده فيخبروا أمهم ... كنت أرى الدموع في عينيه و لا أعرف السبب .. أرجع لأمي فأخبرها فتبكي هي الأخرى .. قلت: هل كان ينفق عليكم ؟ قال : لا إنما كانت أمي تنسج البرانيس و القشاشيب و تنفق علي .. و ذات ليلة من ليال الشتاء القارص ازدادت حدة العسال عليها و نفد ما بقي عندنا من الحطب و لم أدر ما أفعل قالت : اذهب إلى لخضر جارنا ، فخرجت مسرعا و لما رجعنا إلى أمي وجدتها تقذف الدم من فمها فغطى لخضر عيني و قال : ابقى مع أولادي و سنأخذ أمك إلى الطبيب . لم أستقر مع الأولاد و رجعت جريا إليها فوجدت العجوز التاقية تغمض عينيها و تقول : لا إله إلا الله ، فارتميت عليها صارخا : أوما أوما أوما و شعرت بيدين قويتين تحملانني و يضمني والدي إليه يشهق من البكاء : سامحيني يا ازهرة سامحيني يا ازهرة سامحني يا وليدي سامحني . لم أرى أبي يبكي مثل ما بكي في تلك اللحظة . و تلك الحظة آخر العهد لي بمسعد يا صديقي .. و الآن بعد أكثر من ثلاثين عاما أتأملها من عل و أنظر لصباي فيها من خلالك ، حرمت من مسعد يوم أن حرمت من أمي و اليوم أرى أمي في مسعد .. لكنها ما زالت مريضة. عمار بوزيدي 09/06/2013. | |
|
| |
بريدع المدير العام
عدد المساهمات : 1206
| موضوع: رد: مجموعة من كتابات الاستاذ عمار بوزيدي 2013-10-04, 07:53 | |
| جلست بجانب زميل لي من الأئمة في لقاء ولائي ، كان بجانبه جهة اليمين زميلا آخر يخاطبه فربت على كتفه فلتفت إلي : السلام عليكم كيف الحال ؟ فأجاب ببرودة البعيد كأنه لا يعرفني ، فلما استويت في جلستي قلت له : لقد صرتم تظهرون على الفي سبوك قال : ماذا ؟ قلت : أقصد الإنترنيت قال : أين و كيف ..آه لقد صورنا أحد الإخوة عند مدخل المسجد كان معي فلان و فلان .. لم أتوقع أن ينشرها . على كل قد نشرت و رأيتها ، و هل ...ما زلت في مسجدك المعهود قال : نعم . و كيف حال الحاج محمد ... هناك انقبض وجهه و تلبدت غيومه و طأطأ برأسه كأنه يعالج شيئا بيديه و هو يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . قالها و كأنه أرسل بارودا و شظايا من بندقية ، إسود لها وجهي و تغير و تسمم منها مزاجي و تكدر ، حدقت في عينيه و قلت : هذه غيبة ، و كأنني استفززته فقال : يا رجل قلت لك أعوذ بالله من الشيطان الرجيم و افهمها كما تشاء . قلت له مقولة الناصح : مهما يكم تكتب هذه غيبة .. فرفع يده مغضبا : أكتبها أنت غيبة .. فوجمت و انصرفت عنه مغلية مراجلي مستشيطا بداخلي تتقاذفني أفكار و أفكار يكبلني المقام و جموع الأئمة الكرام و إلا أسمعته صمغ أذنيه و حطمت صنم كبريائه و تعاليه و مزقت إيهاب خيلائه و تعديه ، صرت لا أرى أمامي إماما بل شيطانا يكبر قرناه من خلال عمامته و ترتفع أهداب عينيه عن جمرتين شريرتين تتقصدا إيذائي و تتميزا لهبا لإحراقي .. يا ويل أم ما الذي دعاني للجلوس جانبه أم هو المجلس انتهى عنده فقادني القدر للتواصل معه لأستفزه بسؤالي ؟ أيحمل المرء الحقد لا يبالي أن يجاهر به حتى في أشرف الأمكنة ؟ أم أن الحق اشتبه على القوم فجوزوا أن يغتابوا من يحقدون عليهم ؟ و أنا على يقين أنني لو لم أتسرع بالحكم و فتحت له مجال النقاش لاستوفز كالضبع ينهش لحم الجيفة أو لهوى كالعقاب بمخالبه و منقاره يمزع لحمه و يلحس نقا عظمه .. لكنني منعته و قطعت عليه الطريق فصنفني معه و ألغاني بإلغائه ... ثم عدت ألوم نفسي : ليتني لم أكن فضوليا و سكت و انصرفت .. و عند انصرافنا من ذاك اللقاء الطويل الممل سارعت نحوه و أمسكت يده و قلت له : سامحني يا أخي أسألك بالله لما سامحتني ؛ أنا السبب أنا من دفعك و آذاك حين هاجمتك بالحكم على نفثة من صدرك مكبوتة و أنة في حشاك مكتومة فلم يكن من تسرعي إلا لتجنب غيبة أنا سليم الصدر منها فليغفر الله لي إذ لم أحسن ترفعي مع سلامة نيتي ...عندها بقي واجما ساكنا هادئا و تنفس الصعداء و هو يرى في عيني ترقرقا و في وجهي تأسفا يستفز مكامن الخير فيه و يبعث مشاعر الصفاء منه فتأثر كثيرا و احتضنني قائلا : ليغفر الله لنا جميعا يا أخي سبقتني للخير فاعتذرت و كان الأولى أنا ..إني لأرجو أن نكون ممن قال الله فيهم : و نزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين .. عمار 30/03/2013 | |
|
| |
بريدع المدير العام
عدد المساهمات : 1206
| موضوع: رد: مجموعة من كتابات الاستاذ عمار بوزيدي 2013-10-04, 07:54 | |
| بينما كنت منكبا على حاسوبي أقلب صفحات النت و أرى جديد الأصدقاء على الفي سبوك إذ بهاتفي يرن ؛ لم تكن رنته المعهودة بل كانت رنة أشبه بالإنذار فتعجبت و رحت أحدث نفسي : ليست هذه رنة هاتفي و ليس في هاتفي هذه الرنة ، فأخذته و كان قريبا مني على مكتب الحاسوب فإذا به لا رقم و لا اسم مما هو مسجل عندي .. و قلت لعله أصاب هاتفي شيء فتعطل لذا راح يرن هذه الرنة المجنونة ، إنها تفزع القلب و يقشعر منها البدن ؛ دس...ت على زر الرد و وضعته على أذني - و يا ليتني لم أفعل- قلت : ألو ... ثم بقيت مشدوها مدهوشا مفزوعا ، تسمرت موضعي و اتسعت حدقة عيناي و جمد الدم في عروقي قلت في نفسي : مستحيل .. كيف ؟ هل يمكن أن أكون قد ...؟ و أنني في عالم الغيب ؟ و لكنني في غرفتي و أرى حاسوبي و أتواصل مع أصدقائي .. لا لا لا أكيد أن هذا الصوت ليس صوته ، فأجابني : بل صوته صوت أبيك .. لقد استأذنت ربي أن أخاطبك و أوصيك . أنا يا ولدي أفضيت إلى ربي و لم يبق لي من عمل أقدمه ، أستوحش من ظلمة القبر و إن كان روضة من رياض الجنة ؛ كان لي نورا يؤنس وحشتي و عينا تروي ظمئي أسرح في الجنة مغتبطا و أزور الأحباب جذلا مسرورا فإن شئت سلمت على الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه و إن شئت زرت الأنبياء و الشهداء و الصالحين و إن شئت جالست قراء القرآن و هم يصدحون به بكرة و عشيا ، كان لي جناحان لا يعجزني الوصول بهما إلى أي مكان .. ثم تنهد طويلا .. و شعرت لحظتها أن كل خلية في جسمي شوكة مغروزة و برعدة و اختلاج في يدي ، كانت الأفكار تعتورني اعتوار النسور للجثة الهامدة بعضها يخلع قلبي عن مكانه و بعضها يطير برأسي في الفضاء حيث الضياع .. و الآن ما يحزنك يا أبتي ؟ و دموعي على خدي تنهال و قلبي يعتصره الألم .. فأجاب : ألست تدري ؟ و كيف لا تدري و أنت أعرف من يدري ؟ يا ولدي أنت صلتي بيني وبين ربي أنت النور يا نور عيني و تاجي ، أنت عين رحمتي و روائي ، أنت جناحي و كل رصيدي لفلاحي .. هناك انفجرت باكيا منتحبا حتي أفزع نحيبي أمي و زوجي و جيراني .. فلم أفق إلا و أمي ترشني بالماء و تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم . | |
|
| |
بريدع المدير العام
عدد المساهمات : 1206
| موضوع: رد: مجموعة من كتابات الاستاذ عمار بوزيدي 2013-10-04, 07:55 | |
| خاطرة : تنهدات الأصيل ؛ كتبتها خريف 2012 الجلفة . عجيب أمر هذه الشمس كلما شارفت على الغروب أثارت في النفس مشاعر حلوة تطلق اللسان في غير إرادة : سبحان الله ، سبحان الله ، هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ، إنها تصبغ صفحة السماء بلون ذهبي شفاف و كأن شفافيته مغناطيس تنجذب إليه الروح من خلال عيني و جسمي في خشوع و سكون ، أسرح من أقاصيه البعيدة إلى مصدر انبعاثه و قد بقيت منها قلامة... تتخللها أشباح الأشجار و كأنها أنامل شريرة تزهق روح يوم حان أجله ، فإذا انطفأ النور و أسدل الستار تنهدت تنهد الأسيف و بقي الانطباع يعاود لي حلاوة ما أجد . هناك على مشارف تلك التلة في بلدتنا .. و قد بسطت حجرها لمكعبات اختلفت أحجامها و ألوانها و قد تمدد على تمددها طريق الشاحنات المعبد حتى يطوقها ؛ يد المشتاق على جيد الحبيب يضمه ، هناك على مشارفها أرى كل يوم غروب الشمس صيفا من أقصى الشرق فيها و شتاء من الغرب ؛ كل يوم يرسم الباري بها لوحات فنية أذهلت واقعيتها خرافات الخيال ؛ بل إنك ترى في الدقيقة الواحدة لوحات و لوحات في تغير و تجدد ، في تناسق و تمدد ؛ فلا التغير يذهب الروعة و لا التجدد يذهب الحلاوة ؛ سحاب متراكم قد شع النور في حواشيه كأنه ذبابة السيف شعت في يد حامله . | |
|
| |
بريدع المدير العام
عدد المساهمات : 1206
| موضوع: رد: مجموعة من كتابات الاستاذ عمار بوزيدي 2013-10-04, 07:56 | |
| أكتب هذه الخاطرة عند زيارتي و الحملة الانتخابية في منتصفها : شجون من الانتخابات مسعد اليوم تلبس حللا جديدة ؛ كسا جدرانها لافتات و معلقات بكل ألوان الطيف ؛ إلا أن للطيف ألوانا جميلة شفافة محتشمة الظهور ، و للمعلقات ألوانا فاقعة قاتمة تتأذى العين من تأملها ، تنبعث من بعضها روائح كريهة ، و تتقزز النفس في قشعريرة و مرارة ، فأخال هذه العروس قد زينوها ليذبحوها ...، فلا العرس لها و لا الزينة من أجلها ؛ إنما هي طقوس تزين فيها الضحية ..و تسمن .. . فتعلو وجهي كآبة و حزن و خيبة ؛ كآبة لأنه لم يتغير شيء و حزن لأني أفقدي أعز شيء و خيبة لأني لم أرى من آمالي في مسعد تحقق شيء ... غير أني أرى بريقا في عيون شباب أقض مضجعهم حال البلاد المزري ، يندفع في حماس محاولا إشعال جذوة مسعد ليجعلوها قبسا يعبرون بها إلى مستقبل مشرق . جذوة مسعد لن تنطفئ .. إنه يغذيها حب جارف .. حب عارم .. حب يهون الروح في سبيلها .. حب يذيب القلب من ذكرها .. حب انغرس في قلوب طيبة بذلت أغلى ما تملك من عمر ومال في سبيل أن تعلو راية مسعد خفاقة في البلاد ؛ ينصحون لأهلها ممحضين ، يرشدون شبابها صادقين ، بيوتهم عامرة من ذكرها في كل حين و إن كانوا ليسوا منتخبين . | |
|
| |
بريدع المدير العام
عدد المساهمات : 1206
| موضوع: رد: مجموعة من كتابات الاستاذ عمار بوزيدي 2013-10-04, 07:57 | |
| على صفحات الفيس بوك أهدي هذه الكلمات لأخي بلال بعد خيبة الأمل في الانتخابات كاد لك و لم يكد عليك أأنت وحدك من يكافئ الإخلاص بالخيانة ؟ أأنت وحدك من توجعين بالطعن من الخلف فلا تخطئين الفؤاد الذي ينبض بحبك و يعيش لأجلك؟ أأنت وحدك يا بلدي من يبكيني ..منها .. و عليها ...؟ يا مسعد اليتيمة تبنيتك منذ نعومة أظافري فكنت لك الوالد ... أحنو عليك أيام ا...لشدة و أغامر لأجلك أيام المحنة ، أرفع التحدي باسمك في المحافل، هازئا بالصعاب غير حافل ، أرى عيونا ساخرة و كلمات ماكرة و ضحكات هازئة ؛ فأبتسم ابتسامة المستعلي متأسفا على هذه العقول الصغيرة و الهمم الدنية ، و أضحك مخفيا ألمي عليهم لا منهم ؛ إذ متى كانت التضحية من أجل البلاد مسبة أو مجلبة للتندر و السخرية ، حتى إذا حزبهم الأمر لجؤوا إلي أنافح باسمهم و أدفع عنهم العار الذي تلبسهم مع الزمن ، أمد يدي طاهرة من أوضار الهوى مخلصة من كل أغراض النفس ، أفتح في كل يوم صفحة جديدة لأسامح نفسي و أسامح زمني و أسامحك يا معذبتي ، لعلي ألقى فيه من يحمل هما كهمي أتخذه ردا عن لفح الخيانة التي أصلاها فلا ألقى إلا أشباحا جياعا قد حملتهم عقولهم و هوت بهم في الدركات فلا همة لهم إلا التزلف و لو لأرذل الناس ؛ أغراض صغيرة و مصالح دنيوية لا تتجاوز أصابع أقدامهم ... فإذا حدثتهم عن مسعد سخروا في قرارة أنفسهم و إن لم يبدوها لك . هكذا أتمثلك تتأسف يا بلال و كم يشجيني تأسفك ، و كم تبكيني خيبة الأمل التي توجعك ... لكن أرجع فأقول : إن الله يكيد لك و لا يكيد عليك ؛ إنه يربأ بهذا الفؤاد الطاهر أن تلوثه دنيا خبيثة و بطانة فاسدة و أعوان فساق يرعون مصالحهم و لو على خراب البلاد . يا بلال أشكر الله أن نأى بك عن هؤلاء الأنجاس عبدة الأرجاس أن غسلك بماء الحزن و أيقضك للصبح تدعو لصلاح البلاد و العباد . أخوك في الله عمار | |
|
| |
بريدع المدير العام
عدد المساهمات : 1206
| موضوع: رد: مجموعة من كتابات الاستاذ عمار بوزيدي 2013-10-04, 07:57 | |
| تكريس الرداءة أمر صار متعارف عليه فمثلا مسابقة الماجيستير إما يباع فيها أو يشترى أو يتعارف الأساتذة على إنجاح الأردى و ذلك لأنهم لا يصححون وثائق المترشحين بضمير و لا يراعون مستوى المترشح الفكري و العلمي ، بل ينظرون في الوثيقة هل يجدوا فيها ما يريدونه حرفيا و إلا فالويقة لا تساوي شيئا و إن حملت إجابات صحيحة و منهجية صحيحة و هذا طبعا في العلوم الإنسانية و خاصة الأدب . و هذا ما عانيت منه فعلا . و الله المستعان | |
|
| |
بريدع المدير العام
عدد المساهمات : 1206
| موضوع: رد: مجموعة من كتابات الاستاذ عمار بوزيدي 2013-10-04, 07:57 | |
| خاطرتي في صفحتي : سألتني زوجتي عن شعوري و كانت ساعتها ابنتي ترجل شعري القصير و قد قلبت المشط على ظهره و هي تقول : بابا حبيبي ؛ كانت في العام الثاني من عمرها .. يدها صغيرة و ناعمة و صوتها يسمعه قلبي ألحانا ليست من الدنيا ، كأن قلبي يسمع نفسه و يطرب لذاته . أشعر و كأنه صار مركزا لجداول تتدفق فيه بأصناف و ألوان من المشاعر الحلوة الحنونة فتشع عينايا من صفحات قلبي عطفا و انعطافا تدفعه سعادة أبوية تكاد الجوانح تذوب لها رقة و رحمة ... و لا تفتأ أن تحضنني و هي تحاكي صوت المولود الذي تشغف لرؤيته عند زيارة بيت جدتها ... | |
|
| |
| مجموعة من كتابات الاستاذ عمار بوزيدي | |
|