بعد عناء طويل، تمكنّا من الوصول الى قرية “بلاريا دي الراي” التي يُعسكر فيها إتحاد جدة السعودي، والتي تقع غرب لشبونة، لكن كل التعب زال فور مشاهدتنا عبد المالك زياية في بهو الفندق، حيث اندهش لمشاهدتنا في هذه المدينة البعيدة والمغمورة
حيث بدأنا مباشرة في إجراء الحوار معه، لأنه كان يعرف أننا جئنا من أجله، وقد تحدث عن العديد من الأمور التي تخص عدم مشاركته مع “الخضر” في كأس العالم الماضية، مؤكدا لنا وحصريًا أنه سيكون حاضرًا في التربص القادم للمنتخب الوطني...
عبد المالك، خبر سعيد حملته قائمة سعدان، وهو وجود إسمك في هذه القائمة، ما تعليقك؟
أولا أريد أن أعلق على قدومك هنا، لأني مندهش لوصولك إلى هذه القرية الصغيرة، لكن “الهدّاف” عوّدتنا على مثل هذه الأمور. أما عن خبر إستدعائي إلى المنتخب الوطني فهو أكثر من سعيد، فقد كنت أتشوّق للعودة إلى المنتخب الوطني، وسأعمل جاهدًا الآن حتى أكون في المستوى وأبقى في المنتخب لأطول مدة ممكنة.
إجابتك تعني أنك ستقبل هذه الدعوة؟
بطبيعة الحال، لقد قلت لك كنت أنتظر هذه الدعوة بفارغ الصبر، لأني كنت أنتظر العودة إلى المنتخب الوطني حتى أصحّح كل ما فات وأكون عند حسن ظن الجميع بي، وأريد أن أفتح صفحة جديدة مع المنتخب، ولن يصبح هناك قضية إسمها قبول الدعوة من جديد.
السؤال المحيّر الذي يبقى يشغل بال الجميع في الجزائر هو سبب رفضك الذهاب للمونديال؟
إنها مسألة شخصية لا أريد العودة إليها، لقد حدثت أمور جعلتني أتّخذ تلك القرارات، صحيح أن قراري لم يكن صائبا مائة بالمائة، لكن ما مضى قد مضى، وأريد أن أفتح صفحة جديدة، لم يكن يجدر بي أن أقوم بترك المنتخب، لكن قراري اتخذته لعديد من الاعتبارات، ويجب أن يعلم الجميع أنه لو أعود للوراء كنت سألبّي الدعوة، ويجب أن يفهمني الجميع.
إذن أنت نادم على قراركـ؟
نعم ندمت على قراري، صحيح أني لست المخطئ في القضية، لكن لم يكن يجب علي أن أترك المنتخب ولا أشارك في المونديال، وفي بعض الأحيان في قرارة نفسي أندهش للقرار الذي اتخذته، لأنه لم يكن يجب علي أن أرفض دعوة “الخضر” لكن ما حدث قد حدث ويجب أن يصبح الآن بمثابة تجربة بالنسبة لي حتى أعرف كيف أتعامل مع الأمور في المستقبل.
ما هو سبب رفضك هذه الدعوة بالضبط؟
صراحة لا أريد أن أخوض فيها لأني نسيتها وجعلتها من الماضي، ولن أعود إليها مجددا، الأمر كان شخصيا، وقد فتحت صفحة جديدة الآن.
لكن سكوتك هذا فتح المجال الى العديد من الإشاعات، حتى أن البعض في الجزائر يقول أن اللاعبين أزعجوكـ، وحاول لموشية الدفاع عنك إذ أنه توجه لضرب أحد اللاعبين بفرشاة حادة، لكنه أصاب ڤاواوي، ما تعليقك؟
(يضحك)، إنها أمور ساذجة ولا يمكن تصديقها، المجموعة التي يضمها المنتخب الوطني ممتازة، وكلنا مثل الإخوة، ولم يكن لي يوم مشكل مع اللاعبين، بل على العكس، كنت جديدا في المنتخب والجميع ساعدني على التأقلم، على غرار عنتر يحيى، منصوري، رفيق صايفي، وكل اللاعبين الآخرين، لذا فإن كل الكلام الذي قيل هنا وهناك هو غير صحيح، لأن المسألة شخصية مع المدرب، ومثلما قلت لك لقد أصلحنا كل الأمور.
من المؤكد أن عدم إعطائك فرصة في كأس إفريقيا له ضلع في القضية، خاصة في اللقاء الأخير أمام نيجيريا، أليس كذلك؟
لا أخفي عليك، “غاضتني ياسر” أني لم أحصل على فرصتي في كأس إفريقيا (قالها بتأثر)، كنت أتمنى أن أفرض نفسي في المنتخب أو تتاح أمامي الفرصة حتى أبرز قدراتي، لكن الأمر لم يحدث، ولا يوجد أي لاعب يقبل أن لا يمنح فرصة، صحيح أنه يجب أن أحترم قرار المدرب ولا أحتج، وهو ما قمت به، حيث أني لم أحتج أبدًا على قرارات المدرب، لكن هذا لا يمنع أن أكون قد تأثرت من هذا الأمر.
ماذا لو يُهمّشك سعدان من جديد؟
الآن قلت لك أني فتحت صفحة جديدة، وأنا تحت تصرف المنتخب والمدرب الوطني، فإن أراد استعمالي وإشراكي سأكون جاهزا، وإن فضّل إبقائي في الإحتياط فهو الأدرى بما يريده، ولن أعير أهمية إلى هذه الأمور ابتداء من الآن.
هل لنا أن نعرف ما الذي دار بينك وبين سعدان في مكالمته الأخيرة معك؟
لقد تحدثنا عن بعض الأمور الشخصية، وحللنا القضية، وأكد لي أنه سيستدعيني الى المنتخب، وأنا من جهتي أكدت له أني سأكون حاضرا في التربص القادم وبكل فرح وسرور، هذا ما دار بيني وبين المدرب سعدان، وحتى رئيس الاتحادية تحدث معي، وتطرقنا لهذه الأمور، وقد اتفقنا على كل شيء، وسأكون إذن حاضرًا في المواعيد القادمة للخضر إذا استدعاني المدرب بطبيعة الحال.
وهل ستكون جاهزًا يوم 11 أوت القادم؟
أتمنى ذلك، أنا الآن في مرحلة التحضيرات وأحاول أن أعمل بجد حتى أكون في المستوى في المواعيد القادمة، خاصة مع المنتخب الوطني، وأعتقد أني سأكون في كل إمكاناتي في اللقاء القادم أمام الغابون، لأني كلي عزم على محو كل ما مضى، وهذا عن طريق التألق وفرض نفسي.
أنت تمر بمرحة جيدة في الوقت الحالي بما أنك سجلت 3 أهداف في اللقاءات التحضيرية التي لعبتها مع فريقك؟
هذا صحيح، أمرّ بفترة جيدة، حيث تمكّنت من تسجيل هدف في اللقاء الودي الأول الذي لعبته مع فريقي، بينما تمكنت من تسجيل هدفين في آخر لقاء لعبته، وهو شيء جميل وإيجابي بالنسبة لي، حيث يرفع هذا من معنوياتي، ويجعلني أضاعف العمل لأني في الطريق الصحيح، من جهة أخرى يُطمئنني أن حسي التهديفي لا يزال يعمل بطريقة فعّالة (يضحك)، أتمنى أن أواصل على هذا المنوال، خاصة مع المنتخب، إذ لازلت أنتظر تسجيل أول أهدافي مع “الخضر”.
المنتخب الوطني يعاني كثيرًا من هذه الناحية، خاصة خلال مشاركته الأخيرة في كأس العالم، أين خرجنا من الدور الأول دون تسجيل أي هدف،
هل تعتقد أنك قادر على فك عقدة الهجوم؟
سأبذل كل ما في وسعي من أجل تقديم الإضافة للمنتخب الوطني، ولن أبخل بأي جهد حتى نحقق أفضل النتائج، سواء عن طريق التسجيل أو شيء آخر، لكن يجب أن يعرف الجميع أن المشكل ليس في الخط الهجومي فقط، بل يمكن أن يكون في جهة أخرى، فالكل يعرف أننا نملك مهاجمين جيدين، لكن الفعالية والحظ خاناهما، كما لا يمكن أن نلوم المهاجمين فقط على عدم التسجيل لأنها مهمة الفريق ككل.
وكيف تقيّم مشاركة المنتخب الجزائري في جنوب إفريقيا؟
اعتبر أن مشاركة “الخضر” في كأس العالم الأخيرة كانت إيجابية، بغض النظر عن النقائص التي كانت موجودة، لكن بشكل عام أدى المنتخب مباريات جيدة، وأكد من خلالها على المستوى الذي تمتلكه التشكيلة الجزائرية، خاصة في لقاء انجلترا أين تمكنا من إيقاف منتخب قوي وعالمي، وهذا ليس بالأمر الهين، ويمكن اعتباره تعبيرا صريحا من لاعبينا على عودة الجزائر للساحة العالمية، وكنت سعيدا بالمردود الذي قدمه لاعبونا في المونديال، وحتى لو كنت أتمنى لو حققنا نتائج أفضل.
في رأيك ما هي النقائص التي كانت في المنتخب خلال مشاركته الأخيرة في كأس العالم؟
صراحة لا أريد الحديث عن النقائص التي كانت في “الخضر” لأنها ليست من صلاحياتي، خاصة أني لاعب من المنتخب ولا يحق لي إنتقاد زملائي.
وكيف شعرت وأنت تشاهد المونديال على الشاشة؟
صراحة لقد شاهدت المونديال بتأثر شديد لأني كنت أتمنى التواجد في جنوب إفريقيا رفقة زملائي، حتى وإن لم أشارك كنت أتمنى مساندتهم، وقد عشت أوقات المباريات على الأعصاب مثل كل الجزائريين، تفاعلت مع كل اللقطات وحزنت لخروج المنتخب من الدور الأول.
ما هي أهدافك مع المنتخب الوطني؟
هدفي هو تقديم الإضافة اللازمة للمنتخب الوطني خاصة من الناحية الهجومية، وبطبيعة الحال هدفي سيكون هو هدف المنتخب الجزائري وهو الوصول الى نهائيات كأس إفريقيا 2012، وبالتالي التألق في التصفيات القادمة.
وهل تعتقد أن “الخضر” قادرون على تحقيق ذلك؟
بطبيعة الحال، تمكنّا من تحقيق التأهل إلى كأس العالم، والمشاركة في المونديال، وهذا في أصعب الظروف، والآن أصبحنا في مركز قوة، فالمنتخب يملك لاعبين ممتازين، ومعظمهم شبان، وبالتالي الكل يطمح للتألق طوال السنوات الأربع القادمة من أجل تحقيق التأهل مرة أخرى الى كأس العالم 2014، وحتى إن كانت مجموعتنا صعبة نوعا ما بوجود المنتخب المغربي معنا، إلا أن كل شيء ممكن، ونحن قادرون على رفع التحدي من جديد.
لنطوي الآن صفحة المنتخب الوطني، ونتحوّل للحديث عن فريقك اتحاد جدة، كنت مهدّدا بعد مجيء منوال جوزي الذي طلب إبعاد كل اللاعبين الأجانب، كيف هي الأمور الآن؟
صحيح أن المدرب عند قدومه قرّر إبعاد معظم اللاعبين الأجانب من الفريق لكن الإدارة أكدت لي أن الأمر لا يعنيني ولا يجب أن أقلق، وحتى المدرب اقتنع بمستواي بعد أن شاهد أشرطة الفيديو التي تتعلّق بالموسم الفارط، وبالتالي لم يعد هناك أي مشكل، حتى أنه تحدث معي بعد المباريات الودية التي لعبتها والمستوى الذي ظهرت به، وأكد لي أني أملك مستوى جيدا يمكّنني من اللعب في المستوى العالي.
ماذا عن اللاعب محمد نور يبدو أنك تتفق معه كثيرًا فوق *******؟
هذا صحيح، لقد تركت الحاج عيسى في الجزائر الذي كنت أتفق معه كثيرًا، لأجد حاج آخر وهو نور الذي أتفق معه كثيرًا فوق *******، وهذا منذ الحصص التدريبية الأولى، وأصبحنا نشكل ثنائيا ممتازا، وهو شيء جيد لي ولفريقي، ورغم هذا أفتقد كثيرًا حاج عيسى في *******.
ما هي أهدافك مع فريقك في الموسم الحالي؟
هدفي أن أقدّم موسما جيدا في السعودية، لأني أولا أمثل الجزائر في السعودية، ومن الضروري أن أعطي صورة جيدة عن الجزائر، من جهة أخرى أريد التألق حتى أبرهن على إمكاناتي وكذا أفرض نفسي في فريقي والمنتخب الوطني، ولا أخفي عليك أريد أن أكون هدّاف البطولة السعودية الموسم القادم.
ماذا عن خارج *******، مع من تتفق كثيرًا؟
أتفق مع اللاعب حديدي، وهو لاعب عماني يعتبر من المقربين مني، لكن تربطني علاقة جيدة مع الجميع في اتحاد جدة، سواء اللاعبين أو المسيّرين، فالكل يحترمني ويحبني وهو أمر مشجع بالنسبة لي للغاية.
البطولة السعودية تنطلق يوم 14 أوت، بينما مباراة الجزائر ستكون يوم 11 أوت، ألا تخشى أن يرفض مسؤولو النادي تسريحك للتربع الذي يبدأ يوم 14 أوت ؟
لا أعتقد ذلك، أنا من جهتي أريد اللعب وأعطيت موافقتي بالذهاب الى الجزائر من أجل الدخول في التربص مع “الخضر” والقضية الآن ستكون بين الاتحادية وإدارة النادي، وأتمنى أن تسير الأمور على ما يرام لأني أريد فعلا الذهاب والدخول في التربص التحضيري مع المنتخب.
بالعودة إلى المنتخب الجزائري، ما رأيك في قرار إعتزال صايفي ومنصوري اللذين صرحت أنهما ساعداكـ في التأقلم؟
إنه خيارهما، وأعتقد أن هذا الثنائي خرج من الباب الواسع بما أنهما أعطيا الكثير للمنتخب الوطني طيلة سنوات عديدة، وساعدا في تحقيق “الخضر” نتائج جيدة، وقد أنهيا مسيرتيهما الدولية بمشاركة في المونديال وهو أمر ممتاز لهما.
في الأخير ماذا تريد أن تقول للجمهور الجزائري؟
أريد تحية كل من وقف معي، وكل من أراد لي الخير وتمنى وجودي في كأس العالم، وأريد أن أعتذر لكل من خاب أمله لعدم التحاقي بالمنتخب في المونديال، وأعد الجزائريين ببداية جديدة، وقوية حتى أمحي كل ما حدث، وأتمنى أن يكون الموعد القادم فرصة لي من أجل تصحيح الأمور.
-------------------------