يا حفيظ لا يا حفيظ.. آه يا حفيظ ماذا فعلت!!
لا يا حفيظ لا يا حفيظ.. آه يا حفيظ ماذا فعلت!!
قرأت خلال الفترة الأخيرة كتابات كثيرة عن موضوع المنتخب الوطني، وأريد فقط أن أقول للقارئ الذي قد يلومني لأني عدت لموضوع المنتخب الوطني مجددا، إن المسألة تتجاوز بكثير المستطيل الأخضر، ولا علاقة لها بذهاب أو بقاء سعدان، لأن ما يروّج له البعض من أفكار خطيرة تهدد البنية الفكرية للمجتمع هي التي فرضت عليّ أن أضع بعض النقاط على الحروف. من بين الذين أدلوا بدلوهم في موضوع المنتخب الوطني، نجد المعلق المشهور حفيظ دراجي. وخلافا لزميلي حسان زهار، لست من المعجبين بطريقة تعليق دراجي، وهربت منها منذ زمن إلى قنوات وتعليقات أكثر هدوء ورصانة، وهذا يبقى مجرد رأي مشاهد يرى أن ديمقراطية الفضائيات تمنح له الحق في اختيار القناة والمعلق. ومن حق دراجي أيضا أن يرى بأن ''خربشاتي'' لا تستحق القراءة والاهتمام. ويمكن له أن يهرب منها إلى كتابات أكثر مجاملة ونفاقا و''عرفانا بالجميل''.
أريد أن أقول منذ البداية إنه من حق دراجي إبداء رأيه فيما يجري داخل المنتخب، ومن حقه أن يقف إلى جانب رابح سعدان ويستميت في الدفاع عنه، سواء كان ذلك عن قناعة أو لأن راوراوة قرر الإبقاء على سعدان.
نحن لم ننكر على أحد حقه في إبداء رأيه وتقديم حججه ومبرراته، لكن أكثر ما أكرهه ويستفزني هم من يريدون تلقيننا دروسا في الوطنية والوفاء بالجميل، وهذا كان موضوع مقال آخر كتبه دراجي في الزميلة ''الشروق''.
في الحقيقة، لم أستطع أن أفهم ماذا أراد صاحب ''بوم'' أن يقوله من خلال مقاله، لأنه بقي يلف ويدور، وكأنه يعلق على مباراة مملة، ويريد أن ينفخ فيها الإثارة والحماس. معلق الجزيرة يتكلم عن شخص قدم الكثير للكرة الجزائرية، دون أن يذكر اسمه، أو يعطي مؤشرات تجعلنا نتعرّف عليه، ويعود سبب إخفائه هوية هذا الرجل إلى رفض صاحب الشأن أن يكتب عنه شيئا. هذا حقه بالتأكيد، وكان بإمكان دراجي الاستغناء عن سرد حكاية رجل مجهول، ما دامت القصة كانت تدور وتلف لتصب عند سعدان وراوراوة.
دراجي يؤنبنا ويلومنا ويوبخنا لأننا، ''قوم يكرهون النجاح'' و''يتصيدون السقطات والأخطاء للناجحين''، ولأننا ''نتكالب على الأحياء والأموات''. يا سلام، ما أروع هذه التهم التي تجعلني أحمد الله أن الموجودين في السلطة ليسوا مثله، لأنه لو كان مكانهم، لأمر بصلبنا في ساحة الشهداء، لأننا ''نتصيد أخطاء سعدان'' و''نحطم كل شيء جميل''، مع أن أخطاءه متوفرة في كل مكان، ولا تحتاج لتصيد أو صيد.
ولا أدري بأي معجزة تمكن معلق اليتيمة سابقا وأحد أباطرتها، من ربط مقارنة غريبة وعجيبة بين المرحومين بوضياف وبومدين، وبين سعدان ومنصوري، وهو يتهمنا كشعب وكدولة ( ربما) أننا لم نعد نذكر الثاني ونخاف من زيارة قبر الأول، ولا أدري لمن وجه هذه التهمة، هل للشعب أو للسلطة؟ وما علاقة بوضياف وبومدين بسعدان ومنصوري، وفي الحقيقة أنه يريد أن يقول ما دمنا تنكرنا لشخصيتين مثل سي بوخروبة وسي الطيب الوطني، فإنه من الطبيعي أن نتنكر لسي ''لالتيتيد'' وسي ''ما تخرجنيش''؟!