الكاتب/ لزهاري نقبيل
26/08/2009
يعيش هذه الأيام المئات من الفلاحين ببلدية مسعد 75 جنوب عاصمة الولاية الجلفة، في حالة من القلق والترقب بسبب الوضعية الكارثية التي باتت تعاني منها أراضيهم الفلاحية الواقعة بمحاذاة الوادي، حيث أصبحت عبارة عن أراضي بور قاحلة لا تصلح سوى للرعي وللاستعمال المنزلي كحطب تدفئة أو طهي بفعل الجفاف وندرة الماء وغياب مسؤولي الفلاحة، الذين أصبحوا لا يبالون بهؤلاء الفلاحين رغم الوعود التي قدموها في بداية حملتهم الانتخابية، إلا أن لا شيء تحقق وحتى “الساقية” التي كانت عبارة عن حلم وتم تجديدها بمئات الملايين تبخرت ولم تعد تقدم الماء لهؤلاء الفلاحين· وتم بناء سور لمنع زحف الوادي على الأراضي الفلاحية على مسافة تقارب الكيلومتر بعدما أتلف العديد من المستثمرات في أوقات السيل· الأدهى من كل هذا، حسب ما صرح به هؤلاء الفلاحون، أن البلدية تعتزم شراء العديد من المستثمرات والتي كانت في وقت سابق تقدم أجود المحاصيل وتقتات منها آلاف العائلات وتُعتبر من بين الأراضي ذات الوفرة في مجال غراسة أشجار المشمش والرمان، وهو ما جعل الفلاحين ينددون بالوضع خوفا من زحف الإسمنت على أراضيهم، وبالتالي موت أشجارهم وتحويلها كرها إلى مشاريع لفائدة البلدية، والتي تعتزم تحويل سوق بوشكارة إلى الواد، الأمر الذي يتخوف منه الفلاحون حسب ما أدلى البعض لـ “أخبار اليوم” من قيام البلدية بشراء أراضي فلاحيه من بعض الفلاحين بعدما باتت مستثمراتهم لا تصلح أشجارها سوى للحطب، ما جعل أهاليها يغادرونها مرغَمين بسبب غياب أدنى بوادر إعادة استصلاح أو إنجاز آبار مائية، أو تشجيع الفلاحة التي كانت رائدة بالمنطقة، حيث كان ينتج واد مسعد في وقت سابق أزيد من مليوني قنطار من فاكهة المشمش، وهو ما كان مع فاكهة الرمان إلا أن ومع قدوم المسؤولين الحاليين على رأس الفلاحة باتت تباع الفلاحة حطبا بألفي دينار للقنطار بواد مسعد·
وفي جولة قادتنا لذات الواد حيث لا ماء ولا كهرباء ولا طرق مؤدية إلى البساتين ولا حتى أدنى بوادر توحي بوجود شيء اسمه الفلاحة بالمنطقة، وفي سؤالنا للعديد من الفلاحين عن دور مسؤولي الفلاحة ببلدية مسعد أجابونا بنبرة الحزن والأسى ساخطين عن الوضع الذي آلت إليه أراضيهم الفلاحية، قائلين بأنهم نسوا وعود المسؤولين وأصبحوا يبكون أراضيهم، وهمهم الذي ألم بهم وجعلهم عرضة للبطالة المبكرة والطرد الطوعي بسبب موت آلاف الأشجار من بساتينهم جراء العطش· ونفس الشيء لفلاحي النقيقزات، ففي شكوى حازت “أخبار اليوم” على نسخة منها، عبّروا عن استيائهم من عدم إمضاء المعني لوثائق إدارية تخص أراضيهم الفلاحية، وذلك بسبب عدم وجود مسؤول الفلاحة بالبلدية تارة، وتهربه من هؤلاء تارة أخرى، حيث يقطن حسبهم بالولاية مما عطل مصالحهم وجعلهم في رحلة دائمة للبحث والاستفسار عن ذات المسؤول وعن أوقات مجيئه إلى البلدية·
هذا، وقد علمنا من بعض الفلاحين أن بلدية مسعد تعتزم شراء أراضي الفلاحين وتحويلها إلى سوق رغم تعليمة وزير الفلاحة والتنمية الريفية، والتي تنص على منع زحف الإسمنت إلى الأراضي الفلاحية·