الــفـلـكـلـــــور الـمـحـلــــي :
كثيرة هي مظاهره و متعددة و منها :
الـﭬصبه : فقد كانت و مازالت سيّدة الفلكلور ، وعروسه المفضّلة ، فلا تكاد خيمة تخلو منها ، وقد ارتبطت بالجواد و الصيد و الرعي ، فهي رفيقة الراعي و الحادي و الساقي وكل بدوي يرفه بها عن نفسه ،فلا تكاد تجد بدويـا من أهـل المنطقـة لا يحسـن استعمالها و يتفنن في أنواعها ( طبوعها ) تستعمل في الولائم و الأعراس و الحفلات ، فقد كانت و ما زالت الرقم الأول فيها رغم تطور وسائل الترفيه .
وقد كان من أقطابها الشيخ الشرتالي ( رحمه الله ) و هو شيخ كفيف كان يحسنها ، ويستدعى لإحياء الليالي الملاح حتى الصباح أحيانا ، وقد خلفه بعد وفاته المسعود ( حزيڤة ) ودحمان السعدي والحدّي مكوري وعلي لمباصي و غيرهم .
الــبـنــديــر : و هو رفيقها و ملازمها ، لا يكاد يفارقها إلا نادراً ، في حالة الجر ( وهو عزف منفرد بالڤصبه ) ، تتبعه آهات المستمعين وقد يطلبونها بقولهم : جُر ، جُر ، أو اختصاراً ( ڤـبّل ڤبّـل) .
القـايـطـه: وهي آلة الڤصبه نفسها مع تطويرها بتركيب مكبر لها في نهايتها ، ومزمار في أولها وهي أكبر صوتاً من الڤصبه ، وقد أصبحت المنافس لها ، إلا أن الأولى أحب وأقرب إلى الجمهـور
( وتنطق بالقاف لطبيعة أهل المنطقة الذين ينطقون الغين قافا ) .
الــرقـصـــات الـشـــعــبــيـــــة :
كثيراً ما كانت ترافق الحفلات و الولائم والأعراس و الوعدات ( الزيارات ) رقصات شعبيـة و هي أنواع كثيرة منها سعداوي ، عبيدلي ، الـدّاره ، …) ، رجالية ونسائية كُلٌّ على حده .
الـــــــــداره: وهي رقصة شعبية معروفة وطريقتها أن يصطف الرجال صفا واحداً يتقدمهم قائد هم- وقد يكون أمهرهم – يرتدون لباسا موحدا ويحملون بنادق أو عصيا ، يقابلهم عازف الناي ( الڤصبة ) أو القايطة وضارب البندير ، ويسيرون بخطى موحدة للجسم و البنادق أو العصي مرة يجعلونها فوق رؤوسهم ، ومرّة يضعونها وسط بطونهم مرفوعة إلى أعلى ، ومرة يصوبونها نحو بعضهم بعضا ، ويدورون عدة دورات ، ثم يلتفون حول بعضهم بعضا ويطلقون البارود إذا كان ما يحملونه بنادق ، ومن الدوران اشتق اسمها ( الداره ) ، واختص بهذه الرقصة أولادعبيد الله ) حتى سمّيت باسمهم ( دارة أولاد عبيد الله ) .
الســـــعداوي: وهي رقص عادي عادة ما يكون بين إثنين (رجلين أو إمراتين أو رجل وأمرأة من قريباته ) وذلك بالمقابلة بالرقص تبعاً لنغمات الناي وضربات الدف والتفاعل معهامع التلويح باليدين ، ثم الاقتراب من بعض ووضع الكتفين إلى بعض محاذاة ووضع يدي بعض على الكتفين، يتخللها قفز وتفاعل مع النغمات، وعادة ما يحمل الراقص أو الراقصة عصاً أو يلوح بمنديل أو يمسك طرف لباسه أو يضع لثاماً على وجهه عدى العينين.
الـــحــــــال : و هو ضرب من الجذب حيث يكون صاحبه قد رقص سابقاً رقصة عادية بتأن ، ثم سرعان ما يظهر عليه نوع من الجذب بالتلويح بيده ، أو تدوير رأسه أو صراخه أو سقوطه بعد نهاية الحصة ، فيغيّرون له الضربة ( طابع من الطبوع ) و تكون أخف من الأولى حتى يسقط وقد يتكلّم بكلمات و يخبر بأخبار يفسّرها أهل الاختصاص و يقيّمونها .
الـــــرّشــــق : وهو تدوير قطعة من النقود عدة مرات - وعادة ما تكون ورقية - على رأ س الراقص أو الراقصة ، وتسليمها لصاحب الڤصبة أو القايطة ، وعادة للبندار برميها وسط البندير لتفادي قطع الحصة ، وقد تكون إعجاباً بالراقص ، أو تشجيعاً له أو تكرماً للفرقة وهو الغالب .
الـفـروســـــيـة :
و هي أهم العادات و التقاليد وأعرقها إذ يمتد امتلاك العربي الأصيل للجواد أو الفرس إلى أقدم جيل عربي بل إلى أوله .
و ما زال سكان المنطقة يملكون الفرس أو الحصان قصد الفروسية أو الزينة و خاصة بدوهم .
إلا أن استعماله يبقى مقتصراً على التنقل عبر الصحراء ( الترحال ) و الصيد و المتعة ، فكثيراً ما اقترن اسم الجواد بالبادية و الشعر و البطولة ، وقد كان يستعمل للحفلات و الأعراس و الولائم ( الزردات ) و التسابق و الوعدات ، وفي أعراس العظماء خاصة إلى اليوم .
و قد اعتنى البعض من أهل الحضر بالمنطقة بتربية الخيول للفروسية و الزينة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر أذكر :
1 - ابن دراح الحاج عبدالله بن لمبارك بمسعد .
2 - الحاج الطيب خمخام ( رحمه الله ) بمسعد .
3 - سي بلخير طاهيري ( رحمه الله ) بالزاوية والذي توفي وهو يروض حصانا .
4 - محمود الـدمـدي ( بمسعد ) .
الصـــــــيد:
كان الصيد وما زال الهواية المفضلة والمنعة الممتعة للنائلي عموماً وللمسعدي خصوصاً :
(بدواً وحضراً ) .
فأجمل يوم هو ذلك اليوم الذي يحمل فيه النائلي أو المسعدي بندقيته ، متجولاً في أعماق صحرائه مستنشقاً هواءها النفي ، مستمتعاً بما زخرت به من صيد ، فقد عُرفت المنطقة وما زالت بوفرة صيدها وتنوعه ومنه:
الحبار ، الأرنب البَّـريُّ ، الحجل ، الذئب ، الثلعب ، الحمام البَّـريُّ ، الغزلان ، وأنواع أخرى من الطيور ، و هو ما جعلها مقصد الصَّيَّادين من داخل الوطن وخارجه ، وخاصةً الخليجيِّين :
( سعوديين وكويتيين …) .
ناهيك عن أبناء المنطقة الذين يخرجون لصيد والتفسح والترفيه عن النفس كلما صفا الجو ، وكلما زهت الطبيعة .