من عجائب الطبيعة السياحية بجيجل
المشاكي العذبة، شلالات تسيل كل 10 دقائق وكهوف )لامادلان( تستحضر حقبة الإنسان العاقل
2010.08.05
لا تزال ولاية جيجل تزخر بالعديد من المعالم السياحية والأثرية التي تتميز بخصائص عجيبة، وهذا على غرار الكهوف العجيبة بزيامة منصورية المعروفة بالصواعد والنوازل.. والمقبرة الفينيقية بالرابطة.. وتسيليلل بالسطارة...وغيرها
ومن بين المواقع الأثرية المهمة، نجد أيضا مغارة تازة والتي تقع على بعد حوالي 32 كلم غرب عاصمة الكورنيش جيجل، وعلى بعد حوالي 1 كلم شرق وادي تازة، وعلى الحافة اليسرى من الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين جيجل وبجاية. ويتكون هذا الموقع من أربع مغارات منفصلة عن بعضها البعض، وفتحاتها مطلة على البحر.
وباستعمال الإشعاع الكاربوني للبقايا الأثرية المستخرجة منها أعطى تأريخا للموقع الأثري للفترة الإيبيرومغربية، وتكمن أهمية الموقع في غناه من حيث الموجودات الأثرية والمتمثلة في الأدوات الحجرية المصنوعة من مادة الكوارتز ومادة الصوان ونجد منها الشظايا، الحصى المشرّبة، النوويات، المسنّنات، المكاشط، النحيلات، إضافة إلى صناعات عظمية، وكمية كبيرة من القواقع البحرية. كما تم العثور بكهوف “لامادلان” والتي سميت بهذا الاسم تشابهها مع كهوف “لامادلان” بجنوب فرنسا على جمجمة اكتشفت من طرف بعثة أثرية فرنسية سنة 2000 تعود إلى حقبة الإنسان العاقل أو ما بين 2200 و8000 سنة قبل التاريخ. وفيما تم اقتراح الموقع من طرف مديرية الثقافة لولاية جيجل للتصنيف من طرف الوزارة، يبقى هذا الموقع الأثري بكل محتوياته سرا علميا دفينا يتطلّع إلى معرفة كل من تتاح له الفرصة من الباحثين لسبر أغواره الدفينة.
وغير بعيد عن كهوف “لامادلان”.. وبأعالي جبال بلدية سلمى بن زيادة تتواجد العيون السحرية المسماة “المشاكي”، حيث كانت إلى وقت غير بعيد قبلة للزوار.
الشلالات أو العيون العجيبة، الموجودة في أعالي جبال المشاكي للاستجمام من جهة وللتعرف على هذه الظاهرة العجيبة والعودة بقارورات مملوءة بمياه المشاكي العذبة للتمتع بها بعد الإفطار في شهر الصيام، إلا أن المنطقة بدأت تعرف تراجعا في عدد الزوار في سنوات الدم والدموع، على اعتبار أن موقع العيون غابي ومسالكه وعرة، وهو ما يجعلها تقتصر على العشرات فقط بعدما كانت بمعدل 200 شخص يوميًا.
العيون المذكورة مشهورة بمائها العذب وبرودته، التي لا تحتمل حتى في شهر أوت.
كما نجد أغرب ما صنعه وأبدعه الخالق، لغز آخر من ألغاز الطبيعة العذراء، وهي هذه الشلالات التي هي عبارة عن فتحة بين الصخور أسفل جبل تسيل منه مياه صافية وعذبة لمدة 10 دقائق بغزارة ثم تتوقف نهائيا لمدة 40 دقيقة، وهكذا دوريًا طيلة فصول السنة. والشيء المسجل أيضا أن درجة مياه الشلالات تتغير حسب الفصول لتحافظ على عذوبتها، وكانت دائما ملجأ للمرضى، بحيث تفيد الروايات بأن مياهه تشفي من عدة أمراض مزمنة، كما كانت تستقطب العائلات أيضا للتداوي من السحر والعين والعقم وأشياء أخرى..
هذه الشلالات السحرية تبعد عن الطريق الولائي رقم 37 أ الرابط بين بلديتي سلى بن زيادة وتاكسنة بحوالي 03 كلم، ويبقى الطريق المؤدي إليها بحاجة إلى مشروع للتهيئة. كما تبقى هذه الشلالات ميدانا خصبا لأبحاث للمختصين من جهة، ومن جهة أخرى معلما سياحيا للتداوي بالمياه المعدنية، كما هو الحال أيضا لكهوف “لامادلان” والمواقع الأخرى الهامة، والتي تبقى بحاجة الى أبحاث معمقة ومختصة لفك العديد من رموز التاريخ بهذه المنطقة المتجذرة في عمق الحضارات القديمة.