مدينة بوسعادة, 1976
بوسعادة مدينة تقع على بعد 242 كلم جنوب العاصمة الجزائرية .. العاصمة ، يقدر عدد سكانها بـ 270000 نسمة(احصائيات 2006
وباحتساب البلديات التابعة لها الهامل -الرمانة- ولتام- المعذر).من اقدم الدوائر
على المستوى الوطني. من مسمياتها مدينة السعادة وكذا بوابة
الصحراءنظرا لكونها أقرب واحة إلى الساحل الجزائري.
مدينة السعادة ( بوسعادة)
كانت إلى وقت قريب مزار الكثير من الأوروبيين وقبلة السياح الذين
يأتونها للراحة والاستجمام والاستمتاع بمناظر النخيل ودعة الشمس التي تطل من وراء
محملة بنسائم العشق والوله الذي كان يرسله العشاق
والشعراء في مدينة السحر والجمال بوسعادة واحة النخيل مرتع حضارة ورجال ذهبوا في
أعماق التاريخ مخلفين آثارهم في كل مكان.
قد لا تكون السعادة وحدها، وقد يكون الأب أو الحفيد وكل الذين
بنوا هذه المدينة الجبلية الجميلة الواقعة في بوابة الصحراء الجزائرية التاريخية
التي ترعرع فيها العلماء والمفكرون وشادوا فيها نهضة لاتزال أثارها باقية حتى اليوم
مسيليون في كل مكان رجال علم وثقافة وإبداع ولايزال الأبيض والأسود يحفظ لمدينة
بوسعادة وهي التي تتوسد النخيل والجبل تلك المناظر البانورامية الممتعة الخلابة
ولايزال الجزائريون وكثير ممن زار بوسعادة يحجز لصديقه أو عاشقته بطاقة بريدية تحمل
سحر المكان وافانين الطبيعة الجميلة أما الذين وقعوا في حب هذه المدينة فهم كثر ولن
يكونوا أكثر من الفنان الفرنسي الشهير ايتيان ديني غرقا في حب بوسعادة والى
الأبد.تمتاز بوسعادةبمناظر خلابة
منطقة بوسعادة الثورية
شهدت منطقة بوسعادة ابان ثورة التحرير الكبرى معارك هامة وساهم
أبناء المنطقة في حرب التحرير الكبرى ومن أهم المعارك التي شهدتها بوسعادة و
المناطق المجاورة لها 55 كلم جنوب المدينة جنوب بوسعادة كما توفي بالمنطقة قائدي الثورة
الكبيرين العقيد
تاريخ بوسعادة كما يقدمه علماء الآثار والباحثون يضرب في أعماق
التاريخ يحكي شواهد هذه التي يقول المؤرخون أنها كانت آهلة بالسكان منذ عصور ما قبل
التاريخ وقد تم العثور على مسافة 4 أو 5 كلم جنوب المدينة على العديد من الآثار
التي تدل على وجود سكان على ضفاف وادي بوسعادة منذ العهد «الايبيروموريزي» أي منذ
حوالي ثمانية آلاف أو عشرة الاف سنة. كما تم العثور على كمية كبيرة من الأدوات
المصنوعة من معدني الليتيوم واستخرجت المكاشط والصفيحات وقطع الصوان من طبقات
المعادن المحاذية للوادي بالإضافة إلى بقايا جثث حيوانات ذلك العهد. وعلاوة على ذلك
فقد لاحظ المؤرخون والباحثون وجود اثر حيوانات رباعية الأقدام على جدران صخرية تبعد
بعض الكيلومترات شمال غرب واحة بوسعادة وكانت هذه الحيوانات محل اصطياد وعيش أناس
ما قبل تاريخ عصر المنطقة. فعلى طول سلسلة جبال سلات وفي أعالي طريق سيدي عامر
مازالت تلاحظ رسومات صخرية هي أشبه برسوم البيسون أما الرسوم الصخرية فتذكر الزائر
بصور التاسيلي الجدرانية التي تشابهها اشد الشبه ولكن الباحثين لا يعلمون الشيء
الكثير عن المدة التي تفصل بين حياة أولئك الذين عاشوا في عصر ما قبل التاريخ وبين
حياة سكان الحضنة الذين يشهد التاريخ بأنهم من أوائل سكان هذه المنطقة غير انه قبل
الاحتلال لاماكن محددة من السهب كانت هذه الأخيرة آهلة «بالجيتول»
وهؤلاء البرابرة الرحل كانوا في تنقل مستمر في الهضاب العليا بحثا عن
المراعي.
ماذا قال المؤرخون عن بوسعادة
لقد عني كثير من المؤرخين بتاريخ بوسعادة وشخصياتها ولعل الشيخ
أبوالقاسم محمد الحفناوي المعروف بابن عروس بن سيدي إبراهيم الغول وهو ابن بوسعادة
قد أشار في كتابه المعروف «تعريف الخلف برجال السلف» إلى تاريخ المنطقة وأوضح يقول:
على تبجح المتفيقهين الذين لا يقيلون عثار المخطئين وقريتهم في سفح جبل يسمى أبا
العرعار من فروع جبل سالات المذكور أكثر مرة في تاريخ العلامة ابن خلدون وهو جبل
شامخ كثير السواعد وفيه أثار للأولين وأقربهم إلينا في التاريخ بنو برزال المتنقلون
إلى الأندلس، كما ذكره ومن فروعه جبل القليعة وهو جبل رفيع قمته مربعة وفي
سطحها ديار كانت لأحد رؤساء زناتة ثم صارت إلى بعض رؤساء ومنهم قتيل ذئاب في محل الرمل واليراع ويعني بذلك كدية
«بانيو» التي اكتشف فيها اليوم عنصر عجيب من صنع قدماء المهندسين.
وقال ابن خلدون: وكان مقامة بينهم سنة يختلف إلى بني برزال
بسالات والى قبائل البربر بجبل أوراس يدعوهم جميعا إلى مذهب النكارية إلى أن ارتحل
إلى أوراس واستبحر عمران هذا المصر واعتصم به بنو واركلا هؤلاء والكثير من ظواعن
زناتة عند غلب الهلاليين اياهم على المواطن واختصاص الاثيج بضواحي القلعة والزاب
وما اليها. ولعل بعض هذه الاشارات التاريخية تدل على ما فيه الكفاية على تاريخ
بوسعادة وامجادها الماضية. لاتزال مدينة بوسعادة وهي مدينة العلم والفكر تشتهر
برجالاتها المثقفين ممن بنوا صرح الجزائر الثقافي والفكري والعلمي فلقد برز بها
مصلحون ومفكرون وعلماء ورجال دين كالشيخ الديسي وغيره الكثير بل ان بوسعادة لاتزال
حتى اليوم موطن شعراء وموسيقيين جزائريين مجيدين ولعلها حالة من التواصل الفكري
الذي يسري في نسيج المدينة ورجالاتها وعمرانها.