السيطرة العثمانية مابين 1518 و 1830 ميلادي
دخل الإسبان على الجزائر من وهران سنة 1504 بقيادة غونزالو سيسنيروز، كاردينال الملوك الكاثوليك، فاستنجد سكان بجاية و جيجل بالاخوة عروج، حيث قاما، باربروسة عروج وخير الدين، بوضع بلاد الجزائر تحت سيادة الدولة العثمانية، وجعلا من سواحل البلاد قاعدة لعملياتهم البحرية على الأساطيل المسيحية.
بلغت هذه النشاطات ذروتها سنة 1600 م، (أطلق على مدينة الجزائر اسم دار الجهاد).
تعرضت مدينة الجزائر خلالها، لهجوم الملك شارل الخامس في 1535 بعد سيطرته على مدينة تونس، التي لم تدم طويلا.
في سنة 1827 م قام الداي حسين (حاكم الجزائر) بإهانة القنصل الفرنسي. بعد حصار طويل قامت فرنسا باحتلال الجزائر سنة 1830م.
الآن سنقوم بالدخول في مراحل الحكم العثماني
من 1534 إلى 1587 ميلادي عرفت هذه المرحلة بحكم البايات حيث تداول 23 بايا عن الحكم
معركة بروزة سنة 1538 ميلادي
معركة بروزة أو بريفيزا معركة وقعت في 4 جمادى الأولى 945 هـ/28 سبتمبر 1538 م وفيها انتصر الأسطول العثماني على تحالف أوروبي (الحلف المقدس ). دارت المعركة بالقرب من ميناء بريفيزا Preveza في غرب اليونان.
كانت المعركة معركة هائلة تحركت لها أوروبا استجابة لنداء البابا في روما فتكونت حملة صليبية من 600 سفينة تحمل نحو ستين ألف جندي من إسبانيا والنمسا والبندقية، ويقوده قائد بحري من أعظم قادة البحر في أوروبا هو أندريا دوريا من جنوة. أما القوات العثمانية فتكونت من 122 سفينة تحمل اثنين وعشرين ألف جندي.
التقى الأسطولان في بروزة وفاجأ بارباروسا خصمه قبل أن يستعد للقتال، فتفرقت سفنه من هول الصدمة، وهرب القائد الأوروبي من ميدان المعركة التي لم تستمر أكثر من خمس ساعات والتي حسمت لمصلحة العثمانيين.
أثار هذا النصر الفزع والهلع في أوروبا، وأعاد للبحرية العثمانية هيبتها في البحر المتوسط، في الوقت الذي استقبل فيه السلطان سليمان القانوني أنباء النصر بفرحة غامرة، وأمر بإقامة الاحتفالات في جميع أنحاء دولته
من 1587 إلى 1659 وعرفت هذه المرحلة بحكم الباشوات حيث توالى 40 باشا على الحكم
من 1659 إلى 1671 وعرفت هذه المرحلة حكم الآغوات حيث تداول على الحكم 4 آغوات
وهم
خليل آغا (1659-1660)
رمضان آغا (1660-1661)
شعبان آغا (1661-1665)
علي آغا (1665-1671)
من 1671 إلى 1710 وعرفت هذه المرحلة حكم الدايباشات حيث تداول 11 دايا على الحكم وهم
الحاج محمد (1671-1681)
بابا حسن (1681-1683)
الحاج حسين باشا المسمى "ميتسو مورتو" (1683-1688)
إبراهيم خوجة (1688)
الحاج شعبان (1686-1695)
الحاج احمد (1695-1698)
حسن شاوش المسمى قارا بارلي (1698-1700)
الحاج مسطفى (1700-1705)
حسين خوجة (1705-1707)
محمد بقطاش (1707-1710)
... وتميزت أيضا بمقاومة الجزائر للهجمات الفرنسية و الإنجليزية (1678،1680،1682 ،1688)
من 1710 إلى 1830 .. وعرفت هذه المرحلة حكم الدايات وتداول 18 دايا الحكم
الهجوم الإنجليزي عام 1816 وقنبلة الجزائر العاصمة
أما الدايات الذين تداولوا على الحكم فهم
دالي إبراهيم (1710)
علي شاوش (1710-1718)
محمد بن حسن (1718-1724)
كرد عبدي (1724-1732)
بابا إبراهيم (1732-1745)
إبراهيم كوشوك (1745-1748)
محمد بن بكر (1748-1754)
بابا علي المسمى "بو-اصبع" (1754-1766)
محمد بن عثمان خوجة (1766-1791)
حسن (1791-1798)
مصطفى باشا (1798-1805)
احمد خوجة (1805-1808)
علي الغسال (1808-1809)
الحاج علي (1809-1815)
محمد خزناجي (1815)
عمر اغا (1815-1817)
علي بن احمد المسمى "علي خوجة" أو "علي لوكو" (1817-1818)
وختاما
الداي حسين باشا (1818-1830)
هو حسين بن الحسن آخر دايات الجزائر,ولد في مدينة أزمير التركية حوالي عام 1773 كان أبوه ضابطا في سلاح المدفعية ولهذا كان ميالا إلى العمل العسكري تلقى تكوينا خاصا وبعدها أرسل إلى القسطنطينية لمزاولة دراسته في مدرسة خاصة كجندي بسيط. كما أنه مارس تجارة التبغ في إحدى مراحل شبابه حتى أنه لقب باسم خوجة التي تعني بالعثمانية تاجر.بعدها تدرج في العسكرية من درجة جندي بسيط إلى متخصص في المدفعية وكان على دراية كبيرة بفنون الحرب كما اشتهر منذ صغره بميولاته الدينية فكان على قدر كبير من الثقافة الإسلامية كحفظه للقرآن والتزامه بأحكام الشريعة المحمدية .
بعد ذلك سمحت له الظروف من التجنيد في ميليشيا الجزائر كجندي في الحامية العثمانية ,ونظرا لتدينه الكبير كان محل احترام السكان وهذا ما أهله أن يكون إماما إلى أن نصبه الداي عمر باشا أمينا للإيالة وأعطاه إدارة كل أملاك الدولة باعتباره خوجة الخيل و أصبح بعدها عضوا في الديوان . لقد اعترف القنصل الأمريكي وليام شلر بالجزائر ما بين 1816 و1824 ,أن الداي حسين كان محترما جدا من طرف الرعية وعلى أخلاق عالية ,ومن الشهادات كذلك حوله أنه لايصدر أي حكم إلا بالعودة إلى العلماء .
كان توليه الحكم في الجزائر بناء على وصية من الحاكم السابق عمر باشا قبل وفاته في فبراير عام1818 وكان صهر عمر باشا السيد الحاج مصطفى بن مالك هو الذي أخبر الداي حسين بالوصية أمام جمع كبير من الأعيان والعلماء. بعد ذلك تمت مبايعته من طرف الوزراء و الأعيان والعلماء والأشراف وشاع الخبر بين الناس فاستحسنوه وكان ذلك في 1 مارس 1818 ليتم بعدها مراسلة الباب العالي رسميا وكان الرد بالقبول من طرف السلطان العثماني محمود الثاني الذي أرسل فرمان التعيين.
وبهذا التعيين الرسمي باشر الداي حسين مهامه في بناء إيالة الجزائر من خلال تنظيم الإدارة وإصلاح الجيش خاصة الأسطول البحري حيث بنى دارا لصناعة السفن وزودها بكل الاحتياجات الضرورية ،كما عرفت الحياة الاقتصادية تحسنا ملحوظا إلى جانب اهتمامه بالحياة الثقافية والاجتماعية. هذه القوة المتنامية دفعت الدول الأوروبية للتفكير في ضرب الجزائر وتحطيم قوتها بعد ضعف الدولة العثمانية وبذلك كانت الجزائر الدولة العربية المستهدفة في حوض المتوسط وبذلك كانت فرنسا سباقة في احتلالها الجزائر عام 1830 وهو ما أدى بالداي حسين إلى اختيار منفاه فمكث في مدينة ليفورن الإيطالية ثلاث سنوات مابين 1830 و1833 وبعدها استقر نهائيا في الإسكندرية ابتداء من سبتمبر 1833 إلى غاية عام 1838 تاريخ وفاته
.... يتبع