لحظات سفر *عندما قطعت تذكرة سفر إلى دنيا حبك،كنت أدرك أنني مقبلة على مدن الدهشة والأمل..... عندما احتضنت أرض مينائك طائرة الأحلام أدركت أنني أخيرا وجدت الوطن.. لم أكن أدرك أنني في محيط تقلباتك سأصبح سمكةً شريدةً تبحث عن بيت ومدفأة... أخيرا أدركت أنني هنا في مدينتك كعازف بيانو ممتاز في مدينة أصابها الصمم،أو أنني أوزع المنشورات العاطفية في بلاد لا تعرف القراءة،أو أنني حائكة ماهرة لأثواب الزفاف في ديرٍ للراهبات!!! ليتني درست قوانين مدينتك من البداية حيث اقتراف الحب وارتكاب الأشواق جريمة...... ليتني علمت من البداية أن نلرك ستصبح فراشي، وظلمك سيغدو وسائدي، وقسوتك ستصير دثاري... الآن فقط أدركت ،فأنا ما كنت لديك إلا مظلة إتخذتها عنما هاجمتك الأمطار، وبعدما حمل الشتاء حقائبه ولملم أمطاره ورحل لم يعد للمظلة معنى، فاتك يا عزيزي أن الشتاء ما يرحل إلا ليأتي من جديد،وأن السحابات المسافرة سوف تعود حبلى بأمطار وبرق، فاتك أن المظلة التي صاحبتك في شتائك العاصف المطير ،هي ذاتها التي يمكن أن تخفف عنك قيظ صيف قاسٍ
*عندما تسافر...عندما تسافر لماذا تأخذ معك كل مياه البحر فتتركه حفرة كبيرة،جرحا عميقا، ما ذنب الأمواج ان تموت عطشا وانتظارا؟ عندما تسافر... لماذا تلملم أشيائي،فرحتي البريئة،نبضات قلبي، وتضعها في جيب سترتك؟ عندما تسافر...لماذا تهرب دمائي كلها،تسحب كل سفرائها ورعاياها من مملكة شراييني لنظل طول غيابك نبحث عمن يتبرع بدمه،نلهث وراء نقطة دم واحدة... وتطول رحلتك ويطول غيابك فتكتشف شراييني أنها بدونك صارت مجرد أنابيب بلهاء لا قيمة لوجودها، وأظل أصنع منها رسومات وأشكالا خرافية،أشكل منها مفتاح الحياة ووجه طفل يبتسم أشكل منها زهرة أوركيد خجولة،وأجلس على عتبة اللهفة أتأبط الصبر وانتظرك
*يوم غِبْتَ عني... يوم غبت عني مات البحر غرقا وانتحر القمر بعد أن ألقى بنفسه من شرفته الفضية،لكنه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة اعترف بكل شيئ وأقرّ بأنه المؤول الوحيد عن فقدان عقله في غاباتك...سقط القمر...سقط فوق غابات الثلج الأسود ،مزقت جثته الفضية أشواك الرحيل *ليتك تأخذ بعضي معك،،،خذ عينيىّ زرارين لقميصك المسافر معك،الراحل بعيدا عن أناملي،،، أو...أو خذ قلبي معلقا في عروة سترتك مشنوقا على باب لهفته