الحب الحقيقي لايتغير بتغير الزمن
الحب الحقيقي لايتغير بتغير الزمن
كثيرا ما تشتكي بعض الزوجات أن زوجها تغير عليها فلم يعد كما كان أيام الخطوبة وبداية الزواج كان يفرش لها الأرض وردا وذهبا ويتغنى بها كما لو كانت أغنيته المفضلة، فهل معنى ذلك أنه ملمني ؟ تقولها الزوجة ومن ثم تبدأ الوساوس تغزو عقلها لاسيما إذا تأخر زوجها خارج البيت ، أو سافر وحده ولعل مثل هذا المواقف هي بداية المشاكل بين الزوجين ، طبعا لا يوجد حياة زوجية بدون مشاكل والمشاكل في الحياة الزوجية يقولون إنها بهارها فهيتنعش الحياة الزوجية وتقضي على الملل ولكن إذا زادت عن حدها هنا تكمن المشكلة ولكن المهارة في التغلب عليها بزوالها أو تحجيمها على الأقل حتى لاتكون حجر عثرة في نجاح المسيرة الزوجية، سؤال يرد إلى الأذان دائما هل هناك فرق بين الحب قبل الزواج وبعده؟ ، والجواب على ذلك السؤال نعم هناك فرق في الدرجة وليس في النوع الحب هوالحب لم يتغير منذ أن خلق الله آدم وحواء على وجه الأرض وجعل بينها وبينه مودةورحمة فنشأ الخلق وتمت عمارة الأرض(إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) الحب هو الحب لميتغير ولكن الحب يخضع لظروف ومسارات وعادات وتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان ،الحب فطرة إنسانية فطر الله الناس عليها فليست خاصة ببني آدم حتى الحيوانات تعيشحالة حب بينها نحن البشر لاندركها في الغالب ، على العموم نعود للإجابة عن سؤالناالمهم الحب في بداية الخطوبة وحتى الأشهر الأولى من الزواج يكون جنه فالزوج مقبلعلى الزوجة ولو أنها زبدة ماذابت بين يديه والزوجة كذلك فالحب في هذه الحالة فيفورته وثورانه ، ولكنه بعد زمن يتغير أو قل يتحول إلى استقرار وهدوء وسكينه ومودةورحمة ، فلا تتعجب الزوجة أو يخامرها الشك عندما تخف حدة الحب والعشق عندما تصبحالزوجة أم العيال .
تقول إحدى الزوجات إن زوجي تغير علي فلم يعد يطيقني كانيتركني عند أهلي بالأيام والشهور فلا يسأل عني ولاعن أولاده لم تكن هذه صفته أثناءأيام زواجنا التي شعرت من خلالها أنني ملكة الكون وفي قمة السعادة ما الذي غيره ؟، ربما تعرف على امرأة أخرى غيرته علي ماذا أفعل ؟ أنا وحيده ، قلت لها ( الحب فيبداية الزواج عشق وهيام وطوفان من المشاعر الهائجة ، أحلام وردية ورومانسية متناهيةولكنه بعد فتره يتخذ شكله الطبيعي ويتحول إلى استقرار وهدوء وتفاهم ومودة ورحمة،تحس الزوجة بعد هذا التحول أن زوجها تغير عليها فلم يعد يحبها فراح يبحث عن امرأة أخرى ، ولكن الحب الحقيق في نظري لايتغير إنما الذي تتغير المشاعر أما الحب الزائف والذي يكون الدافع له مصلحة مادية هو الذي يتغير بل يزول ولا يسمى أصلا حبا.
فإذا أرادت الزوجة لزواجها أن يبقى شابا دائما ومستقرا فعليها أن تتعهده بالرعاية لئلا يموت ، فهو مثل النبتة إذا انقطع عنها الماء ذبلت وماتت: وإذا تمت رعايتها وتعهدها بالسقيا والحرث والتسميد أنتجت أفضل الثمر .
اتصلت امرأة بأحدالمستشارين وقالت له: يادكتور إن زوجي لم يعد يحبني قال لها حبيه قالت كيف أحبه ؟قال أحيي الحب بينكما قالت كيف ؟قال ارفعي الرصيد قالت أي رصيد ؟ قال رصيدك في البنك لاتسحبين منه دون أن تودعي فيه نقودا وإلا سوف ينتهي والحب كذلك مثل رصيد البنك إذا سحبنا منه دون أن نودع نقودا جديدة انتهى الرصيد ، إذا رفع رصيد الحب هوالمنقذ الوحيد لاستمرار الحياة الزوجية المتعثرة وموت الحب هو موت المشاعر فالزوج تمر الأيام لايسمع كلمة جميلة من زوجته وهو أيضا لايسمعها كلاما جميلا يسعدها ويرفع رصيد الحب بينهما ، الزوج لايسمع من زوجته إلا الصراخ والنكد والسخرية والتهكم والتحدي كأنها تتعامل مع خادم أو سائق ومع ذلك تشتكي من نقصان الحب بينهما إن هذهالمواقف المتشنجة هي في الواقع التي تميت الحب بين الزوجين فيبقى الزوج صامتا لئلا تشتعل النار أكثر وأكثر أو يترك البيت ، الانفصال العاطفي بين الزوجين هو الذي يميت مشاعر الحب إذا بقيت الزوجة في بيت زوجها كأنها غريبة أو خادمه لاتسمع من زوجها عبارة شكر أو تقدير فكم امرأة أصيبت بالسكر والضغط وأمراض القلب نتيجة القهر والظلم الذي يقع عليها من زوجها فهل تعتقد أن هذه البيئة المنزلية تربة صالحة لنمو الحب ولنمو أطفال صالحين أيضا وخالين من العقد النفسية والانحرافات السلوكية لاأعتقد ذلك، والله ولي التوفيق .
اخوكم/ أشــــــرف.
لا تنسوني من دعواتكم